بعد ساعات على إعلان وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ألقى خلفه الملك سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز (80 عاماً) أول كلمة بعد تسلّمه منصبه رسمياً، فقال إن "أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد ـ التي شرفها الله بأن اختارها منطلقا لرسالته وقبلة للمسلمين ـ مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال".
بموازاة ذلك، أعلن الديوان الملكي السعودي اليوم مبايعة وزير الداخلية النافذ الامير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، ليكون بذلك أول من سيتولى الحكم من أبناء "الجيل الثاني" في آل سعود.
وسيكون ولي العهد الامير مقرن بن عبد العزيز مبدئياً آخر ملك من الجيل الاول من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، قبل أن يخلفه محمد بن نايف.
وبات الامير مقرن أيضاً رسمياً نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك نفسه.
كما أعلن الديوان الملكي تعيين الامير محمد بن سلمان نجل الملك وزيراً للدفاع، خلفاً لوالده ورئيساً للديوان الملكي.
وأصدر الملك سلمان عدداً من الاوامر الملكية التي تضمنت إعفاء السكرتير الخاص للملك الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الحرس الملكي ومدير الديوان الملكي.
وعيّن حمد العوهلي رئيساً للحرس الملكي.
هذا ودعا الملك سلمان السعوديين الى تقديم البيعة للأمير محمد بن نايف كوليّ لولي العهد مع تقديم البيعة الى ولي العهد الامير مقرن.
وتنصيب الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، يمثّل ضماناً لترقّيه في سلم الهرم داخل الأسرة المالكة، حيث جرت العادة أن يختار الملك ولي عهده، ويعني هذا التعيين أن الأمير محمد سيكون ولياً للعهد على اعتبار أن نظام هيئة البيعة في اختيار ولاية العهد لن يسري عليه مستقبلاً، ويعني أيضا أنه في حالة وصول الأمير مقرن للحكم فإن الأمير محمد سيصبح مباشرة ولياً للعهد، وتصبح بذلك ثاني حالة في تاريخ الأسرة أن يأتي الملك وولي عهده معه بعد الملك وولي العهد الحاليين.
وبهذا التعيين أيضا أصبح الأمير محمد نائب ثانٍ يضمن طريقه لأن يصبح ولياً للعهد ومن ثم ملكاً بآلية رسمية محددة سلفاً.
وُلد الأمير محمد بن نايف عام 1959م، وهو الابن الثاني للأمير نايف بن عبد العزيز، ويبلغ من العمر 56 عامًا، ودرس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981م، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.
الأمير محمد متزوج من الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولديه من الأبناء اثنان، الأميرة سارة متزوجة من الأمير سعود بن فهد بن عبد الله بن محمد بن سعود الكبير ولديهما من الأبناء الأمير عبد الله، والأميرة لولوة متزوجة من الأمير نايف بن تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود.
ويعتبر الأمير محمد من أهم المحاربين للتطرف والإرهاب، وتعتمد عليه بلاده في إدارة هذا الملف الذي نجح فيه بصورة كبيرة، وتعرض لمحاولة اغتيال في العام 2009 من أحد أعضاء تنظيم القاعدة، وتعرض لإصابات طفيفة فيما انتهى المهاجم إلى أشلاء في منزل الأمير في جدة، وعرف الأمير محمد بجنرال الحرب على الإرهاب.
وصدر قرار ملكي في عام 1999م بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومُدت خدماته لمدة أربع سنوات قبل أن يصدر أمر ملكي آخر بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير في عام 2005م.
عُين في نوفمبر من عام 2012م وزيرا للداخلية خلفا للأمير أحمد بن عبد العزيز الذي أُعفي من منصبه بناء على طلبه.
والأمير "محمد بن نايف" أول من أسس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي، وحظيت فكرته بانتشار واسع عالمي حاز على استحسان العالم الغربي، وتقوم اللجنة برعاية المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، وإخضاعهم لدورات تعليمية، لتخليصهم من الأفكار المتطرفة التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنية بالإفراج عن المتخرجين من الدورات ممن لم يتورطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر.