بقلم صلاح الساير
لم ينقطع التيار الكهربائي عن المكان الذي كنت أتواجد فيه ليلة البارحة الأولى، غير أني عشت الظلام الخرمسي ولمسته بيدي وشممت رائحته (غير الزكية) وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت التي طفحت بالتعليقات السلبية وضخمت الأمر وصورته كأن الكويت تعيش كارثة الكوارث، بل راح البعض يشارك بنشر صور مفبركة لعمليات جراحية تجرى على ضوء الشموع في المشافي الكويتية.
نظرة سوداوية ونزعة تشاؤم لافتة تحاول ان تهيمن على البلاد وتسرق وجدانها النقي الصلب. فالروح السلبية تنتشر مثل النار في الهشيم، ويتم الترويج لها بصورة تبدو لي انها غير طبيعية وكأن جهات ما تتحين الفرص لتنفخ في روح السخط والغضب والقنوط وتدفع بالجميع إلى التسابق نحو الشكوى والتشكيك والعويل وتصوير الكويت (وطن الخير) على نحو يتناقض وحقيقته.
روح سلبية، يائسة، بائسة لم نشهدها من قبل، ولا تشبه الروح الكويتية الأصيلة التي لم تعرف الانكسار حين تغلبت على صعوبات الطبيعة في الماضي. كما أتذكر أننا في فترة الاحتلال عشنا الرعب والظلام والدخان الأسود، فتدبرنا أمورنا ورتبنا حياتنا بهدوء، ولا أتذكر أني رأيت كويتيا واحدا يلطم وينوح بسبب الظلام، بل كان الجميع يتسابق لإشعال شمعة أمل.
المصدر : الأنباء
تصنيفات :
almustagbal.com