بقلم زبن البذال
عندما نقرأ بعض الدراسات الطبية التي يتم نشرها في الصحف أو ما نسمعه من بعض الأطباء فيما يتعلق بالإنسان وكيف يحافظ على صحته من الأخطار التي تسببها بعض الأطعمة لا شك أننا نشعر بالغرابة ونصاب أحيانا بالدهشة وأحيان كلامهم يدعو إلى الضحك لشدة المبالغة في النصح والتحذير فنرى على سبيل المثال أطباء ينصحون الناس بعدم تناول السكريات وآخرين يحذرون من الأملاح والشاي والقهوة والأطعمة الدسمة والشوكولاتة إلى درجة أنه لم يتبق أي نوع من الطعام إلا ووجدوا فيه سلبيات وعيوبا لدرجة أن المرء يتساءل أحيانا إذا كان كل ما ذكره الأطباء صحيحا فلماذا نحن مازلنا على قيد الحياة؟
نحن لا ننكر أن معظم هذه الدراسات والنتائج جاءت بعد عمل أبحاث وتجارب في المختبرات أخذت جهدا ووقتا طويلين إلا انه من المفترض أن يكون هناك تنسيق وأسلوب مختلف في عملية إخبار الناس بالنتائج لان الناس يختلفون في مستوياتهم العمرية والعلمية والعملية والمعيشية والصحية ليس كل واحد منهم سيقتنع بسهولة أو قادر على تطبيق هذه الدراسات العلمية ان الله سبحانه وتعالى عندما أعطى البشر آلاف الأنواع من الأطعمة والخيرات ليتمتعوا بها ويشكروه على نعمه وفضله وليس لحرمان أنفسهم منها وإلا فما فائدة الحياة لو امتنع الأفراد عن كثير من المأكولات؟ لكانت حياة من دون طعم أو لون أو رائحة، على الأطباء أن يتعاملوا مع البشر بالرفق والرحمة ومراعاة الفوارق بين الأصحاء والمرضى والناس بشكل عام وعدم إرهابهم بهذا الشكل.
نحن في الكويت ولله الحمد نعيش في مجتمع واع ومراقب صحيا ومتكامل الخدمات وتتوافر فيه المستشفيات التخصصية والنوادي الصحية اضافة إلى توفير الدولة أماكن كثيرة لممارسة رياضة المشي، إننا لا ندعو الناس إلى التمرد على نصائح الأطباء أو عدم الأخذ بها، ولكن الفكرة التي نود إيضاحها هي عملية الاعتدال في النصح والاعتدال أيضا من قبل الناس في طريقة اختيار وتناول الطعام بالشكل المناسب وعدم الإفراط بالأكل وعدم التوجس والخوف بسبب ومن دون سبب، وفي المقابل الدور الكبير على الأطباء من خلال إيصال رسالتهم بالأسلوب المناسب ونشر الطمأنينة وزرع التفاؤل في نفوس الناس حفظ الله الجميع من شر الأمراض وأمدهم بالصحة والعافية.
المصدر : الأنباء
تصنيفات :
almustagbal.com