بقلم عدنان فرزات
• مع هذه الإجراءات المشددة، كيف وصل حوالي 20 ألف مقاتل من دول أجنبية إلى سوريا؟!
في مطارات العالم اليوم، يجرّدك المفتشون من كل ثيابك، حتى لتكاد تدخل بوابة الطائرة كما ولدتك أمك، ويظهر المسافرون في شكل مضحك ومحرج في آن معاً، فترى أحدهم يعيد ارتداء حزام بنطاله، وآخر يحمل حذاءه تحت إبطيه، وثالثا يتمتم بكلمات غير مفهومة لا تفسير لها سوى الشتيمة.
بعضهم يبتسم حين تدغدغ جسده العصا الإلكترونية التي بيد رجل الأمن، وإذا كنت في بعض المطارات العربية يهمس لك الموظف، وهو يفتشك بعبارات تدرك من خلالها أنه يقول لك: «افهم يا أخي»، خصوصاً وأنت تخرج من جيبك ما فيه من محتويات، مثل حمالات المفاتيح وقطع السكاكر لمرضى السكر، ومناديل ورقية مهترئة، وقطع نقود بسيطة لم يتبق معك غيرها في ما لو كنت في بلد «نفضّك» أهله كل مدخرات الرحلة. والإحراج المضحك أيضاً حين تمر من بوابة الجهاز الإلكترونية فيطلق صافرة، فترتبك، وتظن الظنون، فيطلب منك الموظف أن تفرغ كل ما لديك في السلة، وتفرغها فعلاً، ثم يطلب منك العودة للمرور مرة أخرى من خلال الجهاز، فتفعل، لكن الصفارة ما تلبث أن تزعق من جديد، فتخلع الحزام، ولا فائدة، ثم تخلع الحذاء، ولا جدوى، وهكذا حتى تدخل شبه عار ليتبين أخيراً أن المسافر سبق أن كسرت قدمه ويضع على العظم صفيحة معدنية لا يعلم أنها إرهابية!
وقبل أن تجتاز هذا الاختبار العاري بنجاح، تكون قد مررت على موظف الجوازات الذي «يبحلق» بك وينقّل عينيه بين وجهك الذي ارتسمت عليه علامات البراءة، وبين الصورة في الجواز التي تبدو فيها كالصور التي يكتبون تحتها wanted، ولا أدري ما وضع الذين يأتون من الخارج، وقد أجروا عمليات تجميل غيّرت كل ملامحهم.
ثم يطلب منك الموظف أن تبصم على الجهاز الضوئي، وفي مطارات أخرى يفحص بصمة العين، إذ تحملق في جهاز يشبه أجهزة فحص العيون لدى الطبيب، وبعد ذلك «يطج» ختماً يستهلك صفحة كاملة في الجواز، وهو لا يعي أهمية هذه الصفحة لجوازات بعض مواطني الدول الذين أصبح حصولهم على الجوزات مشقة كبيرة، كالسوريين مثلاً.
المهم الآن من كل هذا الكلام هو السؤال الآتي: «كيف إذاً ضمن هذه الإجراءات المشددة والدقيقة والممحصة وصل حوالي 20 ألف مقاتل من دول أجنبية إلى سوريا»؟! وهذا الرقم هو الإحصائية الأخيرة التي أعلنها الخبير نيكولاس راسموسن، مدير المركز الوطني الأميركي لمحاربة الإرهاب. من أين حصلوا على «قبعات الإخفاء»؟!
المصدر : القبس
تصنيفات :
كلمات و مفاتيح :
almustagbal.com