بقلم مبارك العنزي
كثر هم الذين تورطوا في شراك هذا الغول الأحمق الذي لم أشك قيد أنملة على أنه صناعة غربية بامتياز مع مرتبة الدمار كحال الصناعات السابقة كالقاعدة ومشتقاتها الهرمة المتفرقة من هنا وهناك، وكل من تابع عن كثب فسيجد تطابقا جينيا في أداء هذه الشرذمة في العراق وسورية وليبيا واليمن مع تفاوت غلو السياسات العامة والخطوط العريضة لملامح التعاطي السياسي فيما يخص تطلعات القوى خليجيا وإقليميا، وهذا الغلو المتباين أصبح يركز على ضبابية التقنين المرحلي الجاذب، فلو أخذنا على سبيل المثال للحصر، كيف تقدمت العشائر في العراق وتراجعت بسبب تدخل داعش وكيف تفوق الجيش الحر في سورية وتشتت بسبب عرقلة داعش وكيف تألقت قوات فجر ليبيا وتثاقلت بسبب تطفل داعش، علاوة على العزوف المقنع في اليمن أمام الاختراق الحوثي السافر الذي قدمت له سدة الحكم على طبق من ذهب دون كلل أو نصب، ومن هنا تتمحور في أذهاننا صورة متكاملة وقناعة واضحة كوضوح الشمس في غرة النهار، أن الامتداد والخيار «السني» لا يخدم أسياد داعش إطلاقا ويراد منه أن يكون أرجوحة بيد التحالفات الدولية التي لا تخفى على أحد، لاسيما أن على الضفة الأخرى حركة مباركة تسمى حركة حماس التي أصبحت ملاذا حقيقيا وواقعا مفروضا ومراقبا مزعجا، أمام كل صفقة رخيصة تهدف الى فرض الغلبة وحق تقرير المصير مع الكيان الصهيوني بل أصبحت حماس بمنزلة الشوكة العالقة في جسد الخونة والمرجفين المعوقين القدامى، إلى أن زج بداعش وأخواتها وأربابها على مشهد المستجدات الراهنة!، وهذا ما صرح به الحاخام الإسرائيلي «نير بن ارتسي»، علانية عندما قال: «إن الرب سلط «داعش» على الدول والأمم التي تريد السيطرة على أرض «إسرائيل» والقضاء علينا في أنحاء العالم، وأن انتشار «داعش» في المنطقة العربية وانخراط أوروبيين مع هذه الجماعة في توجيه ضربات في أوروبا، يهدف في الأساس إلى تهجير اليهود إلى «إسرائيل»، لذا تعتبر «داعش» حاميا لليهود».
وتزامنا مع هذا التصريح، يكشف لنا «تشارلز شويبردج» وهو ضابط في الاستخبارات البريطانية التابع لجهاز مكافحة الإرهاب، أن وكالة المخابرات الأميركية «CIA» والاستخبارات البريطانية دفعتا دولا لتمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها «داعش».
وختم تصريحه بقوله «هكذا صنعنا داعش وهكذا نقرع طبول الحرب ضدها».
من هنا تتقاطع الرؤى، وتتشابك الخيوط لتحقق إثباتا واقعيا واحدا لا ثاني له بأن القادم من الأيام سيشهد تغييرا حادا في الخارطة السياسية، إن لم تتحرك دول الخليج قاطبة (وهي المعنية في الأمر)، في ترتيب بيتها الداخلي وإعادة صياغة لحمتها، واستعادة مرونتها في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإنعاش ما تبقى من نبض الجامعة العربية، والعزم والجزم على عقد تحالف سياسي دولي (جديد) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل التغني والتمايل كذبا تحت إيقاع (الحرب على داعش والإرهاب) التي ستأكل الأخضر واليابس وستشرب ميزانية الدول الداعمة له دون رحمة أو هوادة، عندها
لا عزاء يقبل إن أكلنا كما أكل الثور الأبيض.
المصدر : الأنباء
تصنيفات :
almustagbal.com