دعا النائب حمود الحمدان الى استذكار نعمة الله عز وجل على الكويت وأهلها في نعمة التحرير من الغزو العراقي الغاشم بعد ان عاشت تحت وطأة الاضطهاد والتعذيب والتشرد سبعة أشهر سقيت أرضها بدماء شهدائها الأبرار، نسأل الله ان يتقبلهم، مشيرا الى ان حادثة الغزو العراقي الغاشم يجب ان نستخلص منها العبر.
مؤكداً ان الاعتزاز بالهوية الإسلامية العربية الكويتية يظل هو ما يميز الشعب الكويتي الذي تأصل على ذلك وارتبط به منذ القدم، ولا يمكن ان نتخلى عنها، مشيرا الى ان من تبعات الغزو العراقي الغاشم انسلاخ البعض عن هويته ومطالبته بالشعوبية في حين اننا «عود من حزمة» لا يمكن ان ننفك عن الانتماء الإسلامي العربي الخليجي.
ورفض الحمدان جعل الغزو شماعة نعلق عليها اخفاقاتنا وتخلفنا عن الركب، فالآن وقت العمل والإنجاز، ولابد من تنويع مصادر الدخل وتفعيل صندوق الأجيال القادمة، والتخطيط للوطن والمواطن وفق استراتيجية بعيدة المدى توفر له العيش الكريم والرفاهية نستغل فيها نزول أسعار النفط لمعرفة المهم والأهم، مشيرا الى ان انتشار الفساد في المؤسسات الحكومية ينخر في عجلة الإنجاز ويجعل الكويت «مكانك راوح» في حين سبقتنا دول شقيقة وصديقة وأصبحنا في مؤخرة الركب، الأمر الذي يستلزم منا الوقوف بجدية والضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين لإصلاح مسيرتنا التنموية.
ووجه الحمدان خطابه الى مختلف شرائح المجتمع والحكومة وجميع التيارات السياسية بقوله: رفقا يا أهل الكويت بالكويت، فالبلد لم يعد يتحمل المزيد من الصراعات، فلنتعاون من أجلها فهي اليوم بأمس الحاجة لنا جميعا، نقف يدا واحدة على قلب رجل واحد، نعمرها من جديد كما بنى آباؤنا أسوارها بأيد واحدة، لنترك الشخصانية وأسلوب التحدي، ولنجعل الحوار الهادف الذي نحترم فيه بعضنا البعض هو اسلوبنا لتحقيق غاية استقرار الكويت ورفعتها.
وبهذه المناسبة رفع الى مقام صاحب السمو الأمير وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء والشعب الكويتي الأبي أسمى آيات التهنئة بمناسبة ذكرى الاستقلال والتحرير التي نجحت الكويت في اجتيازها بفضل الله تعالى أولا ثم تكاتف وترابط أهلها الذين لم يتمكن أحد على مر التاريخ ان يضرب إسفين الفرقة بينهم.
وقال ان أول العبر المستفادة من ذكرى التحرير انه بـ «الشكر تدوم النعم» وان «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، فالله تعالى منّ علينا بتسخير العالم أجمع لقضيتنا العادلة حتى تم تحرير البلاد من براثن الغزو، وكان للقيادة الحكيمة لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح دور بارز في توحيد كلمة العالم ومساندتهم للكويت، كما كان لتبرعات الكويت ومساعداتها الخيرية الحكومية والشعبية التي بلغت مشارق الأرض ومغاربها اثر بالغ في ذلك، مشيرا الى ان نعمة التحرير تستلزم منا شكر الله تعالى بالتزام أوامره واجتناب نواهيه والعمل على تطبيق أحكام شرعه على أرضنا.
وأضاف ان أهم الدروس التي يجب ان نعيها حكومة وشعبا ان نعرف العدو من الصديق، فيكون التعامل مع الجميع بأسلوب سياسي وديبلوماسي حذر بلا ثقة مطلقة ولا تخوين، فطعنة الغزو جاءتنا من جار وقفنا معه موقف الرجال، ولكن غدر بنا مع الأسف الشديد، لافتا الى ان الرؤية الحكومية للسياسة الخارجية ينبغي ان تكون قائمة على أصول وقواعد ديبلوماسية واضحة.
مطالباً كل رب أسرة بأن يتقي الله في أولاده أولا فيحسن تربيتهم ويغرس فيهم مخافة الله وتقواه، وحب الكويت، والسعي لتنميتها، لأن أفراد الأسر هم غدا عماد المجتمع وأساس البلد.