تونس- أيمن الزمالي: نشرت صفحات " افريقية للإعلام" ، الجناح الإعلامي للجماعات الإرهابية في تونس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بيانا تضمن إقرارا بوجود أربعة مجموعات إرهابية، اثنان منها تدينان بالولاء للدولة الإسلامية "داعش" وكتيبة تدين بالولاء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة لا تتبع أية تنظيم منهما. حرب على الإرهاب وتستمر السلطات التونسية في حربها على الإرهاب، حيث تمكنت قوات الأمن والجيش من قتل عشرات الإرهابيين ومن أهمهم لقمان أبو صخر أمير كتيبة عقبة ابن نافع الأكثر خطورة ، إضافة إلى اعتقال عشرات من أنصار هذه التنظيمات الإرهابية الخطيرة وتفكيك خلايا نائمة واكتشاف أوكار لتخزين الأسلحة ومحاولة تطويق الانفلاتات داخل المساجد التي تسيطر عليها مجموعات متطرفة. والى حد اليوم، أتهمت كتيبة عقبة ابن نافع بالقيام بأعمال إرهابية داخل التراب التونسي استهدفت قوات الأمن والجيش الوطنيين في أكثر من مناسبة، ولم تعلن داعش عن تبنيها سوى لعملية باردو الشهيرة والتي ذهب ضحيتها عشرات من السياح الأجانب. و لم تعلم لا جماعة جند الخلافة ولا طلائع جنود الخلافة ولا جماعة التوحيد والجهاد عن تبنيها لعمليات داخل التراب التونسي، بل يذهب الخبراء التونسيون إلى أن هذه التنظيمات الثلاث ليس لها تأثير في الواقع، وتم ذكرها في سياق الحرب النفسية الدائرة التي تشنها الجماعات الإرهابية للتأثير في معنويات التونسيين والحد من عزيمة السلطات التونسية في مواجهة الإرهاب . الساحة الجهادية داخل تونس ويؤكد نور الدين المباركي الصحفي والخبير بالجماعات الإسلامية المسلحة ل"المستقبل" أن " الساحة الجهادية" في تونس شأنها شأن منطقة المغرب العربي منقسمة بين فصيلين رئيسيين هما القاعدة وداعش ، ومازال حضور داعش العسكري ( باستثناء ليبيا) محتشما في المنطقة والأسبقية مازالت للقاعدة . ويعتبر المباركي أن تنظيم القاعدة هو الذي يسيطر على أغلب العمليات العسكرية، ولكن ذلك لم يمنع داعش من البحث عن موقع قدم لها مستغلة " تعاطف الشباب السلفي الجهادي " مع " الدولة الإسلامية" و أيضا دفعها لحصول انشقاقات داخل القاعدة وهو ما حصل في الجزائر . ويحذر المباركي من خطر داعش و القاعدة الذي يبقى قائما في تونس، مضيفا أنه ومن خلال المعطيات و المؤشرات الحالية لن يتجاوز مرحلة تنفيذ عمليات عسكرية تقوم على المباغتة ( تفجيرات – هجوم على فضاءات عامة- هجوم على دوريات أمنية ..) و هي الأساليب التقليدية لهذه الجماعات، مستبعدا أن يتطور إلى السيطرة على مناطق مثلما حدث في سوريا و العراق و ليبيا ثم الانطلاق منها ، مشيرا إلى أن " تمركز هذه الجماعات " مرتبط بضعف الدولة و الانفلات ، وهذا لا يتوفر في تونس التي أعلنت الحرب ضد الإرهاب و هو احد أولوياتها الحالية حسب تعبيره. عودة الإرهاب من خارج التراب التونسي ويمثل خطر عودة آلاف الشباب المنتمي للجماعات الإرهابية خارج التراب التونسي إشكالا حقيقيا للسلطات التونسية، حيث أكد رضا صفر الوزير المكلف بالملف الأمني لدى الوزير الداخلية أن عدد الشباب المنتمي لتنظيمات مسلحة تنشط داخل الترابين السوري والعراقي يرجح عددهم ب2800 ، قتل منهم 600، في حين عاد إلى التراب التونسي نحو 570 ، وأشار الوزير إلى أن أغلب هؤلاء انتموا لتنظيم داعش. وتؤكد معطيات رسمية تونسية أن حوالي 1500 تونسي منتسب للجماعات التكفيرية متمركز بليبيا ، أقدم منهم خمسة على تنفيذ عمليات انتحارية، استهدفت مواقع و حواجز للجيش الليبي، فيما شارك العشرات في المواجهات المسلحة في ليبيا وقتل منهم العديدون، في الآونة الأخيرة في منطقتي سرت والنوفلية و بنغازي . انتهى ا.ع . |
المصدر : المستقبل