القاهرة – أحمد سليم: رغم مرور 45 عامًا على مجزرة مدرسة بحر البقر، إلا أن المصريين لم ينسوا ما حدث من جريمة انسانية ارتكبتها القوات الجوية الإسرائيلية، صباح يوم 8 أبريل عام 1970، حيث قصفت 5 طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية( بمنطقة شرق الدلتا)،مما أدى إلى استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا. وادعت إسرائيل وقتها أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية. وصرح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، أن المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري، وأن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريون يضعون الأطفال فيها للتمويه. وكانت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم قصفت صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970 المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا إلى تدمير المبنى بالكامل. وأثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة،. كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية ، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف. أبو غدير: اسرائيل تعيش في غابة البقاء فيه للأقوى من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أن "إسرائيل لا تخضع لأية قوانين دولية، فهي تعيش في غابة البقاء فيه للأقوى، فمنذ أيام مذبحة دير ياسين وغيرها من المجازر الأخرى ولم يحاسبها أحد سواء من محكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة، وذلك لكون هناك "عربدة دولية". وأضاف في تصريحات خاصة "للمستقبل" :" لا يقتصر الأمر على ذلك بل يمتد إلى تقديم الدعم للكيان الصهيوني الذي ما زال إلى الآن مسيطرا على الأراضي العربية منذ عام 1976". وتساءل أبو غدير "أين هي منظمات حقوق الإنسان التي تتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان وتنظر للبلدان العربية على انتشار جرائم الحرب وعدم الحرية داخلها في الوقت الذي قامت فيه إسرائيل بتلك المجازر وما زالت تقوم بها هناك أيضا؟" وأضاف أن "مجزرة بحر البقر وغيرها من المجازر التي قامت بها إسرائيل لا يوجد من يقف أمامها بشكل قوي من قبل الشعوب العربية"، مؤكدا أن "خطوة مثل التي قامت بها فلسطين مؤخرا من تقديم وعرض قضيتها أمام المحكمة الجنائية الدولية بعد انضمامها لها أمر يزعج ويرعب اليهود وهو ما يحتاج إليه الشعوب العربية للوقوف أمام إسرائيل فيما قامت وما تزال تقوم به من انتهاكات للحقوق سواء من اعتقالات أو قتل أو غيرها من الجرائم اللاانسانية، مشيرا إلى إن إسرائيل تكون في أوج فترة ضعفها حينما يكون هناك ردا على ممارساتها". الشعب المصري لم ينسى المجزرة من جانبه أكد أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، على الرغم من مرور 45 عاما على مذبحة بحر البقر إلا أن الشعب المصري لم يزل يتذكر تفاصيل هذه المذبحة . وأضاف إن "الصراع العربي الإسرائيلي قائم ومستمر لأننا لم نتوصل لحل، ولأن المذابح فى حق الشعب الفلسطيني مازالت متواصلة، والشعب المصري لم ينس ما ارتكبه العدو فى حقه وفى حق إخوانه الفلسطينيين"، مؤكدا أن "هذا الكيان يلعب على عامل الوقت متوهما أن الأزمة ستزول وأن السلام سيعم، لكن الحقيقة أن هناك فشلا حقيقيا لعملية التطبيع الشعبي، وأن الحكومة فقط هى من قامت بالتواصل من أجل المصالح التى تربط الحكومات". وعلى جانب آخر زار، اليوم الأربعاء، الدكتور هشام السنجري، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية مدرسة بحر البقر التابعة لمركز الحسينية، لتفقد المتحف الخاص ببقايا المذبحة . انتهى ا.ع . |
المصدر : المستقبل