فلسطين – مها عواودة: رحبت الفصائل  والمنظمات الحقوقية الفلسطينية بتقرير لجنة  تحقيق في الأمم المتحدة كان قد عينها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تشرين الثاني – نوفمبر الماضي وتضم مجموعة من الخبراء المستقلين للتحقيق في الهجمات  من قوات العدو التي تعرضت لها منشآت الأمم المتحدة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة  والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين كانوا قد لجئوا لمدارس الأونروا هرباً من جحيم قصف العدو العشوائي لمنازل الفلسطينيين الأبرياء .

المسؤولية عن الهجمات

وقد حملت اللجنة في تقريرها جيش العدو المسؤولية عن سبعة هجمات دموية تعرضت لها مدارس الأونروا كانت تأوي آلاف الأسر الفلسطينية المشردة خلال العدوان الإسرائيلي صيف 2014 .

كما بين التقرير  أن هذه الهجمات الدامية أسفرت عن سقوط 44 شهيداً و227 جريحاً فلسطينياً .

بدورها طالبت الفصائل الفلسطينية بضرورة محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا مجازر مروعة بحق أطفال ونساء وشيوخ فلسطين موجهين أصبع الاتهام للأمم المتحدة التي صمتت على العدوان  الإسرائيلي وما ارتكبه العدو من مجازر بحق الفلسطينيين .

وقد اعتبرت حركة حماس تقرير لجنة التحقيق الأممية بأنه دليل قاطع على ارتكاب العدو جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء  .

وقال محمود خلف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن:" هذا موقف متقدم من قبل الأمم المتحدة وهذا يتطلب محاسبة العدو على جرائمه بحق المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة من منطلق أن المدنيين الآمنين كانوا يلجئون لمقرات الأمم المتحدة من اجل الاحتماء بها  الآن أن استهداف هذه المقرات يضع  علامات استفهام كبيرة  على مدي تعامل العدو  مع مؤسسات الأمم المتحدة " .

وأكد خلف أن كيان الاحتلال استخف بالأمم المتحدة  وبقراراتها لذلك يجب محاسبة كيان الاحتلال  على هذا الجرم ويقدم قادة العدو للعدالة الدولية حيث هناك أكثر من 44 شهيد سقطوا داخل مقرات الأمم المتحدة وهذا تجاوز  لكل القوانين والأعراف الدولية .

المؤسسات الحقوقية

من جهته، قال عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان ل "المستقبل " :"هذا يؤكد إلى ما ذهب إليه الجميع مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية وما نقلته الصورة بأن ما ارتكبه العدو في غزة هو مجازر وجرائم واستهداف منظم لمراكز الأونروا, ونأمل أن يتم نشر التقرير كاملاً للإطلاع على ما ورد فيه من حقائق وتفاصيل ولكن التقرير يؤكد فعلاً على ما هو قائم في غزة من أن الجرائم التي تمت كانت على نطاق واسع حيث تم استهداف المدنيين والمراكز التي ترفع علم الأونروا وسقط فيها المدنيين أبرياء " مؤكداً أن العدو خلال عدوانه على غزة تجرد من كل القواعد الأخلاقية والقانونية .

يذكر أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي استمر 51 يوماً خلف نحو 2220 شهيداً و 10.500جريحاً منهم نحو 3000 معاق إعاقة دائمة   , إضافة إلى استهداف مقرات دولية ومدارس تابعة للأمم المتحدة مما أثار غضب المنظمات الدولية  .

وتوقفت رحى هذه الحرب  الإسرائيلية باتفاق  تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية وكيان العدو برعاية مصرية أواخر أغسطس 2014 .

يأتي تقرير الأمم المتحدة في ظروف في غاية الدقة تمر بها القضية الفلسطينية  ,حيث تستعد السلطة الفلسطينية لتقديم ملفات الحرب على غزة والاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية بعد قبول فلسطين عضواً فيها .

"/المستقبل/" انتهى ا.ع