فلسطين – مها عواودة: دعت شخصيات رسمية ودينية  فلسطينية إلى ضرورة التصدي لاقتحامات جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك  المنوي تنفيذها يومي الأحد والاثنين القادمين، بمناسبة ما يطلقون عليه "عيد شفوعوت" نزول التوراة حيث طالبت منظمات "الهيكل المزعوم" من جنود جيش العدو تأمين هذه الاقتحامات، واتخاذ إجراءات مشددة ضد الفلسطينيين  في المسجد الأقصى حال تصديهم للاقتحامات .

"المستقبل" ترصد آراء بعض المسؤولين الفلسطينيين حول تجهيزات المستوطنين لاقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

ضرورة دعم السلطة لصمود أهالي القدس

وفي هذا السياق قال أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس بالمجلس التشريعي الفلسطيني  ل"المستقبل": الأقصى على موعد مع  اقتحام كبير من قبل الصهاينة بحماية جنود العدو وبدعم من المستوى السياسي الرسمي الصهيوني خاصة بعد فوز الليكود بالانتخابات الإسرائيلية في كيان العدو حيث تم تشكيل حكومة صهيونية أكثر تطرف من سابقاتها وهم يسعون لفرض أمر واقع بهذه الاقتحامات"

وتابع "العدو يستغل أي مناسبة سواء دينية أو سياسية من أجل أن يفرض الأمر الواقع في اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك وهو يركز في هذه الآونة بالذات على ربط هذه الاقتحامات بما يسمى أعياد يهودية أو سياسية عند كيان العدو الصهيوني".

وطالب أن تظهر السلطة الفلسطينية موقفها القانوني خاصة  بعد انضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة لأنها  قادرة وتستطيع بهذه الصفة أن تقوم في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن وغيرها من المنظمات والمحاكم الدولية وأن تلاحق مجرمي الحرب الصهاينة .

كما دعا السلطة الوطنية الفلسطينية إلى وضع موازن خاصة لدعم مشاريع صمود أهالي القدس لمواجهة مخططات العدو الصهيوني الرامية لتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية وتغيير الهوية العربية الفلسطينية للمدينة المقدسة واستحداث تاريخ يهودي مزيف بادعاء وجود الهيكل مكان المسجد  الأقصى .

الأقصى خالص للمسلمين

من جانبه قال سماحة الشيخ  الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقاً ورئيس حزب الحرية والاستقلال ل"المستقبل": "هذه الدعوات من قبل الجماعات المتطرفة بدعم من حكومة بنيامين نتنياهو وبتأمين من جنود العدو تهدف لتغيير الحقائق الدينية والتاريخية في القدس".

وأكد أن الفلسطينيين لن يمكنوا الجماعات الصهيونية من إحداث أي تغيير في المسجد الأقصى , مضيفاً "هم يحاولون أن يقسموا المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً ونحن نقول أن الأقصى بكل ساحاته وقبابه وأساساته وأبوابه هو مسجد خالص للمسلمين ولا لليهود لا من قريب ولا من بعيد أي علاقة به, هذه الاقتحامات تأتي  لتأجيج الوضع المتوتر أصلاً بالقدس ولمحاولة خلق واقع جديد في الأقصى وإثارة حرب دينية بين المسلمين واليهود في كل أنحاء العالم محملاً بنيامين نتنياهو كامل المسؤولية عن نتائج هذه الاقتحامات.

وأكد أنه سيتم إصدار بيانات فلسطينية تدعو إلى النفير العام لكل أبناء القدس والضفة الغربية وأبناء فلسطين المحتلة عام 48 وكل من يستطيع القدوم للقدس ليعتكف في ساحاته ويرابط في المسجد المبارك للدفاع عن الأقصى الذي هو جزء من عقيدة الأمة الإسلامية .

وحدة الموقف الفلسطيني والدور العربي

أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفي الصواف فقد أكد أن المطلوب الآن وأكثر من أي وقت مضى هو وحدة الموقف الفلسطيني من كل القوى والفصائل الفلسطينية .

واشار إلى أن المسؤولية الملقاة بشكل كبير الآن على المجتمع العربي والإسلامي كون الأقصى يمثل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وأحد المعالم الإسلامية ولذلك لابد من الوقوف الجاد على هذه الدعوات والعمل على منع الجماعات الصهيونية من تنفيذ مخططاتهم وتحقيق مايسعون إليه.

"/المستقبل/" انتهى ع.د