استراليا -  السلطات الأسترالية تعمد الى سحب الجنسية من مواطنين يحملون جوازي سفر ضالعين في قضايا ارهاب.

وأوضح رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، ان بلاده تسعى لتبني تعديل قانون يسمح بسحب الجنسية من مواطنين يحملون جوازي سفر ضالعين في قضايا ارهاب، قائلاً "استناداً الى اتهامهم بـ"خيانة الدولة"، موضحاً ان الحكومة ستعرض التعديل الجديد على البرلمان خلال اسابيع.

ابوت أوضح ان "الأشخاص الذين يختارون القتال الى جانب جهاديين يخونون بلدنا، ولا يستحقون ان يكونوا مواطنين"، قائلاً "نجاحنا كأمة اساسه التزام جميع الأستراليين احترام القانون في بلد منفتح، ويعم فيه السلام، وفي بيئة يحاول فيها الإرهاب الوصول الى مجتمعنا يجب ان نتأكد ان هذا امر واضح للجميع".

الى ذلك، اوضح أبوت ان "الإجراء الجديد سيشمل حاملي جوازي سفر يحاربون الى جانب جهاديين، مثل تنظيم داعش، او يدعمونهم وعناصر يتحركون منفردين ويشكلون تهديداً في الداخل، وهم اكثر من نصف الذين يحاربون في سورية والعراق"، لافتاً الى ان "الأستراليين من الجيل الثاني الذين ليس لديهم إلا جواز سفر واحد فلن تسحب منهم الجنسية لأن ذلك سيرغمهم على أخذ جنسية ذويهم الأصلية".

وأوضح رئيس الوزراء ان التغيير سيتوافق مع "التزامنا القانون الدولي بعدم ترك اي شخص بلا جنسية، وستكون هناك اجراءات وقائية بينها مراجعة قضائية لموازنة هذه السلطات"، مؤكداً ان "السلطات الجديدة ضرورية، وتشكل رداً مناسباً على التهديد الإرهابي".

وقال ابوت ان التعديل يطوّر "قوانيننا ويجعلها اقرب الى تلك المعتمدة في بريطانيا وكندا وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى"".

تجدر الاشارة الى ان تحرك السلطات الاسترالية هذا، جاء عقب رحيل ربة اسرة استرالية تركت طفليها لتقاتل مع الجهاديين في سورية، حيث التحق اكثر من مئة استرالي بتنظيم الدولة الإسلامية، وقتل 30 منهم على الأقل. وأبدت الحكومة قلقها الشديد لذلك، مؤكدة انها تتابع القضية عن كثب.

وأوضحت صحيفة «سيدني ديلي تلغراف» ان ياسمينة ميلوفانوف (26 سنة) التي اعتنقت الإسلام غادرت منزلها مطلع الشهر الحالي تاركة ولديها (5 و7 سنوات) في عهدة حاضنة، ولم تعد بعد ذلك.

استرالية تترك اطفالها وتلتحق بـ "داعش"

يشار الى ان صحيفة "سيدني ديلي تلغراف"، اوضحت ان ياسمينة ميلوفانوف (26 سنة) التي اعتنقت الإسلام غادرت منزلها مطلع الشهر الحالي تاركة ولديها (5 و7 سنوات) في عهدة حاضنة، ولم تعد بعد ذلك.

وقال زوجها للصحيفة انها بعثت له رسالة نصية تفيد بأنها في سورية، مضيفاً "لا افكر إلا في ولدي. لا استطيع ان اصدق انها تركتهما. قبل مغادرتها، تحدثت معها عن رسائلها على فايسبوك، وأن مضمونها تطرف وغباء وحذرتها من هذه العلاقات".

وزير مكافحة الإرهاب مايكل كينان اعرب عن قلقه من إقدام والدة على ترك ولديها للالتحاق بالجهاديين في سورية، قائلاً "كل استرالي يشارك في هذا النزاع يقلق كثيراً الحكومة الأسترالية، اننا نراقب الوضع".

هذا، وكانت استراليا رفعت مستوى الإنذار ضد الإرهاب في ايلول (سبتمبر) 2014، حين اكدت الشرطة احباط محاولات لشن هجمات، ثم اتخذت السلطات اجراءات قاسية ضد المواطنين المتطرفين بينها تجريم السفر الى مناطق ينشط فيها ارهابيون، وتخصيص 1.3 بليون دولار استرالياً اضافياً للشرطة ووكالات الأمن.

وبموجب سلطات أمنية صارمة حصلت عليها حكومة أبوت المحافظة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي يمكن الحكم على الأستراليين بالسجن مدة تصل إلى عشر سنوات، بسبب سفرهم الى مناطق في الخارج ممنوع دخولها.

 "/المستقبل/" انتهى س.ا