الكويت-احمد الحافظ:  رفرفت الروح الوطنية في مسيرة تشييع شهداء الوطن الذين انتقلوا الى رحمة الله ابان التفجير الارهابي الذي حصد ارواحهم البريئة في صلاة الجمعة امس الواقع في 26 يونيو ، وذلك وسط حضور لافت من مختلف طوائف الشعب الكويتي ليثبتوا للعالم تلاحمهم حيث سطروا اروع امثلة الوحدة الوطنية  ، وليوجهوا رسالة شديد اللهجة للارهاب الذي حاول زرع الخوف والفتنة في صفوفهم عبر مشهد تاريخي ضم عشرات الالاف.

وشاركت حملات من دول شقيقة و مجموعة كبيرة من الوافدين في مراسم التشييع ، حيث تواجد اهالي من منطقة القطيف بالسعودية والدمام.

اجراءات أمنية مشددة

الاجراءات الامنية كانت محكمة لا سيما من رجال الامن او اللجان الشعبية التي شكلها الشباب حيث خضع جميع المشيعون الى التفتيش ، ولم تكن الحرارة الشديدة والصيام حاجزا امام المواطنين والمقيمين من القيام بواجبهم الوطني على اكمل وجه.

وزير الصحة يشارك بالتشييع

وزير الصحة الدكتور علي العبيدي كان من ضمن الحشود المعزية ، وكان له تصريح حصري لــ "المستقبل" قائلا : نعزي اهالي الشهداء ونقول لهم عظم الله اجركم وعظم الله اجر الكويت واجر صاحب السمو امير البلاد والد الجميع ، ونسال الله ان يشافي جميع المرضى والجرحى في المستشفيات.

العبيدي اضاف ان الارهاب يريد تمزيق وحدتنا الوطنية لكنهم لن يستطيعوا فالكويتيين دائما اخوة سواء كانوا سنة او شيعة وايا كانت مذاهبهم وطوائفهم ، ونجتمع كلنا تحت ارض الكويت وولاؤنا للكويت واميرها ، الحمدلله على ما حصل ولكن هذا الحدث الارهابي سيجمعنا اكثر من ان يفرقنا .

وفيما يتعلق بالحالات المصابة والجرحى ، العبيدي اكد ان معظم الحالات غادرت المستشفيات والان يوجد حالات اقل يتم علاجها الان ومن المتوقع ان يعودوا الى بيوتهم قريبا ، فيما هناك حالات بالعناية المركزة حالتهم غير مستقرة لكنها افضل من امس ، مبينا ان هذه الحالات توزعت على 4 في مستشفى مبارك و 4 في المستشفى الاميري و واحد في الفروانية ، مشيرا الى ان مجموع الحالات التي تم استقبالها الى 1100 حالة منذ التفجير الارهابي.

العبيدي وجه شكره للمتبرعين بالدم مؤكدا ان هذه صفة اهل الكويت ، كما شكر العاملين في وزارة الصحة من مختلف القطاعات ، حيث ادوا خطة الطوارئ بشكل جيد وتمكنوا من علاج الحالات واثبتوا لحمتهم الوطنية قبل المهنية ، نسال الله ان لا يعيد هذه الاحداث وان لا ترى الكويت مثل هذا المكروه.

الوزير البغلي لـ "المستقبل": هنيئا لهم الشهادة

الوزير السابق علي البغلي  بدوره اكد لــ "المستقبل" ان المقبرة الجعفرية جمعت تحت مظلتها كل اطياف الشعب الكويتي ، اتوا كلهم لمواراة الثرى للشهداء التي اغتالت يد الارهاب والعدوان في يوم مبارك وشهر مبارك ومكان مبارك وهو ركع سجداً لم يرتكبوا اثما ولا خطيئة وهنيئا لهم لهذه الشهادة .

واردف ان العالم اجمع رأى تلاحم اهل الكويت وعلى رأسهم صاحب السمو امير البلاد بحدث غير مسبوق ان يحضر رئيس دولة الحادث بشكل مفاجئ وبدون حراسة وان يدخل الى مسرح الجريمة وان يذرف دمعه الغالي مما يجعل ذلك وسام على صدر كل كويتي ، فهو بحق يستحق لقب قائد الانسانية وبحق الكويت فان الكويت بتشرفون بامارة هذا الامير.

البغلي اكد ان الشعب الكويتي ازدادت وحدته، يكفي ان التأبين سيكون في مسجد الدولة وهو سني ، محذرا من الدواعش في البلاد مشيرا الى انهم موجودين حتى في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تقع على وزارة الداخلية مسؤولية القبض عليهم خاتما تصريحه بعبارة "كفى تهاونا"

الفيلي لـ "المستقبل": علينا ان نتعظ

الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي صرح لــ المستقبل بقوله ان الحزن سيكون اكبر بدرجات اذا لم نستفد من الاحداث ، الحزن شعور انساني لكن الانسان العاقل من يتعظ ما ان تصيبه مصيبة يحاول ان يستفيد ، اليوم نحن امام واقع وهو يقود الى هذه النتيجة ، ولم نكن نتصور ان نصل الى هذه النتيجة ، ولا اقول يجب ان نتعامل بكراهية مع اصحاب هذا الفكر ولكن بفكر يتعامل مع مسببات هذا الفكر ، مع جذور هذا الفكرة لنصل الى نتيجة ان لا يتكلم احد باسم الله  فالله تعالى لم يعط وكاله لاحد لان يتكلم باسمه ، وبعد ذلك كل شخص مسؤول عن عمله ولا يحق لاحد ان يفرض وصاية دينية او فكرية على الناس او يقرر ان الاخرين عقيدتهم غير سليمة ، يجب ان نواجه هذا الخطاب في المدرسة و في وسائل الاعلام.

الفيلي اشار الى ان الحادثة الارهابية كانت متوقعة فاثار الاقدام تدل على المسير ، فهناك من يقرر دخول الناس الجنة ويقرر دخول الاخرين الى النار ، فهذا الحقد يكبر ، والقليل يتوقع ان يزداد ، وهذه البيئة نتيجة مقدمات ، والان ان لا اقول مثل ما قال الامريكان ان العالم تغير بعد 11 سبتمبر بل اقول يجب ان نتغير بعد تفجير المسجد.

عايد المناع لـ "المستقبل": الكويت قوية بأبنائها

الدكتور في جامعة الكويت والمحلل السياسي عايد المناع قال لــ المستقبل ان تماسك الكويتيين اليوم دليل على قوة ايمان الناس وعلى ان المصاب ليس مقتصرا على فئة معينة بالمجتمع فالمصاب مصاب دولة كاملة ، لذلك فالكل اظهر الكويت بانها قوية بابنائها وقوية بايمانها التي لا تزعزعه العواصف والمكائد ، الكويت تفخر بالشهداء وبالروح الوطنية العالية .

علي الموسى لـ"المستقبل": داعش عدوة الكويت

الوزير السابق علي الموسى من جهته عبر في تصريح خاص لــ المستقبل" عن شعوره بالغدر والاسى نتيجة مهاجمة بيت من بيوت الله ،  وقتل مصلين في بيت الله ، ومنهم اطفال وكبار بالسن دون ان يرف جفنا للمجرمين ومن هيأ له الارضية وغسل مخه وزين له العمل ، هؤلاء كلهم مجرمين.

الموسى اشار الى خطورة الدراسة التي قامت بها احدى اكبر الشركات الامريكية التي حللت ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث انه مع الاسف فان المغردين في الكويت من اكبر الدول التي تضم متعاطفين مع داعش ، لذلك يجب ان نكون اكثر وعيا واكثر حزما حيث انه بتقديري فان الكويت حاضنه لداعش ، فلا بد من اعلان داعش عدوة للكويت ومن يتعامل معها هو خائن لبلده.

ناصر المري لـ "المستقبل": لن تفرقنا أيد الارهاب

النائب السابق ناصر المري قال لــ "المستقبل" انه يتوجه الى الله تعالى لان يغفر لشهداء الكويت الابرار وان يرد كيد الحاقدين الى نحرهم وان يحفظ الله الكويت واميرها ، فهي ليست اول مصيبة تزيد من لحمة اهل الكويت فقد سبقها الغزو العراقي الغاشم وسبقها الكثير من الاحداث التي زادت من ترابط اهل الكويت واكثر وطنية تحت قيادة واحدة ولن تفرقنا ايادي الارهاب النجسة.

المري قال ان صاحب السمو ضرب مثالا للقائد بحضوره قبل الجميع حيث قدم اهل الكويت على امنه الشخصي ، كما وجه المري رسالة لوزارة الداخلية بان تتبع سياسة الهجوم بدلا من الدفاع ضد الارهابيين ومن يريد بالكويت شرا.

سعد الحوطي يشارك بالتشييع

اللاعب السابق وقائد المنتخب الوطني سعد الحوطي كان من ضمن المشيعين حيث قال لــ "المستقبل" : اتمنى ان يتم الغاء المسميات التي فرقت بين الكويتيين فلا يمكن لاي كان ان يفرق بين اهل الكويت وهو ما اكده صاحب السمو الامير الذي اثبت انه مربي لاهل الكويتيين ، واوجه رساله للكويتيين بان لا فرق بينكم وانتم كويتيين كويتيين كويتيين.

جدير بالذكر ان 8 شهداء تم نقل جثمانهم الى النجف الاشرف لدفنهم في المقبرة هناك وذلك بالتعاون مع السفارة العراقية.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع