فيينا - واحد وعشرون شهراً من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1، لم يتم التوصل فيها الى اتفاق نهائي، لكن القوى المتفاوضة قررت تمديد المهلة التي تنتهي منتصف الليلة الثلاثاء 30 يونيو، ولعل هذا الامر مؤشر على امكانية تكليل المفاوضات النووية بالنجاح في نهاية المطاف.

انقضت المهلة التي حددتها جميع الأطراف في البداية، وفي فترات تخللتها التصريحات الساخنة المتبادلة بين الطرفين قبل انتهاء المهلة المحددة، الا انه تم التمديد ما يؤشر الى امكانية التوصل بالفعل إلى نسبة اتفاق "لا بأس بها".

وعلى الرغم من عدم وجود اي ضمانات للتوصل إلى اتفاق نهائي، أو حتى الحديث عن وقت محدد،  الا ان كل المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تسعى بالفعل إلى تسوية هذا الملف والتوصل إلى اتفاقات نهائية.

صالحي يرافق ظريف بالمفاوضات

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، عاد اليوم الثلاثاء إلى العاصمة النمساوية فيينا لاستئناف التفاوض مع القوى الدولية حول برنامج بلاده النووي، وذلك بعد يوم قضاه في التشاور بطهران.

ووصل بصحبة الوزير الايراني كل من رئيس برنامج ايران النووي علي أكبر صالحي، وشقيق الرئيس الايراني ومستشاره الخاص حسين فريدون.

هذا، واجتمع ظريف مع نظيره الاميركي جون كيري، حيث اجريا مناقشات المطولة، اتسمت بـ"الجيدة"، حسب قول كيري "دار بيننا حوار جيد". ومن المقرر ان ينضم وزراء خارجية الدول الست الكبرى لهم في وقت لاحق من الأسبوع.

وعزا مراقبون انضمام صالحي للمفاوضات، الى انه ينم عن الرغبة في اسراع خطى التفاوض في سبيل التوصل لاتفاق شامل.

 لافروف وتأثيراته على المفاوضات

ويصل إلى العاصمة النمساوية اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي سيعقد لقاء مع نظيره الأمريكي جون كيري وسيبحث معه إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران. كما سيعقد الوزير الروسي أيضا لقاءين مع نظيريه الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والإيراني جواد ظريف.

مراقبون يعتبرون ان وصول لافروف إلى فيينا إشارة إيجابية أخرى إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي نهائي مع طهران.

يشار الى انه جرت في نهاية الأسبوع الماضي مفاوضات مكثفة بين وزراء خارجية إيران والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بمشاركة المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، التي أكدت عقب المفاوضات وجود "إرادة سياسية من كل الأطراف".

تفتيش المواقع النووية والعسكرية

وكانت الولايات المتحدة شددت على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل اليه في سويسرا في الثاني من إبريل/ نيسان، والذي يسمح لمفتشي الأمم المتحدة باستئناف عمليات التفتيش بشكل أكثر دقة وبدون أخطار مسبق بفترة طويلة، طبقا لـ "بروتوكول اضافي" لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية.

بهذا الصدد، تجدر الاشارة الى أن مسألة تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية من قبل مراقبين كانت من أهم النقاط المثيرة للجدل بين طهران و"السداسية".

وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، رأى ان رجال السياسة مدعوون الآن الى "اتخاذ قرارات صعبة" لايجاد حل للنزاع.

هذا، وتبقى الانظار شابحة نحو فيينا، لمعرفة نتائج الاتفاق في نهاية المطاف...

"/المستقبل/" انتهى س.ا