للمحارب إستراحة، كذلك للكلمة، كذلك للصوت، كذلك للحياة، وكذلك للموت...
قد يتعب البحر... فيسكت لبعض الوقت، يستريح أو يستقيل من زرقته، لكن سرعان ما يعود ليرفع يده على شكل غيمة، تهبط مطراً فوق شوق اﻷرض وعطش التراب.
وهكذا هو حال جريدتنا أو جريدتكم (المستقبل) التي ما وُجدت إلا ﻷجل إنسان الكويت وأرض الكويت وكل بيت من بيوت الكويت بل وكل حجر يتباهى ببصمات مَن سلفنا الذين ناموا مطمئنين على أمل أن تتغنى بحضارتهم كل اﻷجيال.
نعم قد يكون لغيابنا ضرورات، ضغوطات، أو أسباب سياسية وربما إجتماعية لا مشكلة من ذكرها، لكن ربما القفز فوقها هو الخيار اﻷكثر رقياً... فقراراتنا نتخذها ضمن أولويات وحسابات دقيقة.
وها نحن نعود اليوم لنمارس وجودنا من خلال الكلمة الجميلة، الكلمة المسؤولة الهادفة الراقية.
نعود بكل ما نملك من عتاد وجيوش ثقافية فكرية إجتماعية وسياسية، لندخل معركة الوجود الذي لا يحققه إلا العطاء واﻹبداع والتفاني والتضحيات من أجل إنجاح العمل العام، ولا نبغي سوى النهوض وهذا لا يكون إلا ببسط سلطة الكلمة فوق كل شبر من أرض بلدنا الكويت الحبيب.
ونحن بالمقابل، وهذا ما بات يعرفه الجميع لا نطلب أجراً أو شكراً، فمن يذوب كشمعة ليبيد الظلام ﻻ يطلب ما ﻻ يرتقي لعطاءاته، فنحن بكل بساطة نسعى للشموخ ببلدنا الذي منحنا العز والفخر والشرف واﻷمان، فمن الطبيعي أن نحاول رد الجميل وما نريد تأكيده هنا بأننا سنضع أيدينا بأيدي الجميع وسنعمل جاهدين مع زملائنا اﻹعلاميين لنشر ثقافة بلادنا وأفكار مثقفينا وإبداعات فنانينا وكتابنا وأدبائنا وشعرائنا في كل أنحاء اﻷرض.
|