ﻷن الموت يحتاج لوجود ، وﻷن الفقراء لا يحملون اوراق ثبوتية ولا أدلة حتمية تؤكد عيشهم ..
ولا يجيدون التنقل والسفر في طرقاتنا الواسعة ..وﻷن الحياة بكل امكانيتها وصفاتها وثرواتها.. بكل انهارها وبحارها وأشجارها وثمارها ، وطيورها وغنائها هي حق حصري لﻷغنياء ، فقط لﻷغنياء ..
نستطرد هنا لنكتب عنوانا جديدا فنقول وحدهم اﻷغنياء يعيشون .
وما بين اللا موت والعيش ، نتأرجح نحن وبكامل قلقنا وخوفنا وضياعنا في ساحة الفكرة بالكثير من اﻷسئلة الكبيرة المقلقة ......
كيف يموت من لم يعش ..
ماذا سيقول لهم الموت؟!
من اين سيأخذهم الموت وإلى أين ..؟!
وهل سيندمون على خسارة الحياة يا ترى..؟!
أسئلة تأخذنا بأجوبتها الى الحقيقة المرة ولﻷسف حقا الفقراء لا يموتون.....
الطفل اﻷفريقي المنبوذ المغطى وجهه بالذباب ، والمحاصر بالجوع واﻷمراض.. بماذا سيهدده الموت ...؟!
الطفل اﻷخر الذي يقف ويتمايل ولا قوة تؤكد بقاءه واقفا أكثر من السقوط ،وبجانبه نسر ضخم ينتظره ليكون طعامه القادم ، بماذا سيخيفه الموت ...؟!
الرجل الذي أشعل النار تحت الطنجرة الفارغة ليهدئ جوع صغاره ، بماذا سيهدده الموت ...؟!
المرأة التي لم ترضع اطفالها ﻷنه لا شيء ظل معها إلا عظامها ، من ماذا سيحرمها الموت ...؟!
وجميع الفقراء حين ينزلون قبورهم اﻵمنة ، على ماذا سيندمون ..ومن أي اﻷمكنة يسقطون ...
لا يا صديقي ..الطحين لا يطحن مرة ثانية هذه حقيقة ، كذلك الميت لا يموت ...
نعم وحدهم الفقراء لا يموتون ..
ووحدهم اﻵغنياء يعيشون..ووحدهم أيضا يموتون ...
ﻷنهم يسقطون في تلك اللحظة عن كل فلس وبسمة وأغنية ورقصة وحلم وبيت وذهب وعقار وضحكة ..
يسقط عن كل ما عاشوه ...
ربما انها المعادلة الصحيحة والحقيقية اﻷن.
أنت تعيش إذا أنت ستموت .....
|