"أوبك" تحتاج التنسيق مع روسيا
تطرق الحديث مع الخبير النفطي كامل الحرمي إلى الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك"، وهل ستسفر الاجتماعات عن نتائج ايجابية يتمخض معها ارتفاع لأسعار النفط، فذكر الحرمي ان الاجتماع المقبل لن يتم التوصل فيه إلى أي شيء، ولن نرى قرار من "اوبك" لخفض الانتاج، وقال الحرمي " يجب على الدول من خارج المنظمة الدولية وتحديدا روسيا أن تتفق مع "اوبك" على خفض انتاج البترول لتحقيق المصلحة العامة لجميع الدول".
الخبير النفطي أكد بأن الأسواق العالمية للنفط تعاني من تخمة في المعروض بما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا، وللتخلص من هذه الكمية الزائدة عن حاجة السوق، يجب الاتفاق على صيغة مشتركة بين "اوبك" وروسيا تضمن معها خفض الانتاج لرفع الأسعار"، ولفت الحرمي بأن جميع الدول المنتجة للنفط تتألم جراء تراجع الأسعار، ومن غير العدل أن تتكبد دولة بعينها كالمملكة العربية السعودية خفض الانتاج، بينما تستفيد دول أخرى من بيع كميات كبيرة في الأسواق العالمية.
دول الخليج قادرة على التكيف مع انخفاض الأسعار
شدد الخبير النفطي كامل الحرمي على أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على التكيف مع انخفاض الأسعار الحالي وذلك لمدة ثلاث إلى أربع سنوات مقبلة، نظرا لما تمتلكه اقتصاداتها من متانة عالمية، وفوائض مالية، وحذر الحرمي من أن العجز المالي في الموازنة العامة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي قادم، لكن دول المجلس قادرة في الوقت ذاته على التكيف، وموقفها أفضل من الكثير من الدول الأخرى سواء تلك المنضوية تحت منظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" أو غير المنضوية تحت مظلتها، وأكد الحرمي أن دول مجلس التعاون الخليجي متماسكة وتستطيع التكيف لفترات اطول من دول أخرى.
دعا الحرمي دول مجلس التعاون الخليجي إلى مواجهة العجز المتوقع في الموازنات بطريقة محترفة، مصحوبة بالشفافية والمصارحة، مؤكدا في الوقت ذاته بانه من المتوقع أن تصدر قرارات صعبة وشائكة على حد وصفه، مثل زيادة اسعار الوقود والكهرباء وفض الدعم عن سلع بعينها، لخفض عجز الموازنة العامة للدولة، وطالب الحرمي بتنفيذ خارطة طريق واضحة المعالم وبمشاركة شعبية، لكي يتم تنفيذها بنجاح.
الاتفاق ايران النووي أثر في اسواق النفط العالمية
الخبير الاقتصادي كامل الحرمي أكد بأن عودة ايران للإنتاج ستؤثر على أسواق النفط العالمية، لكونها ستزيد انتاجها وستواصل الزيادة جنبا إلى جنب مع العراق، وستكون هناك منافسة على الأسواق العالمية بين السعودية وايران والعراق على الأسواق العالمية، مما يتطلب تعاونا بين الدول، لأن الفائض سيؤثر بدروه على الأسواق العالمية.
توقع الحرمي بأن لا يتجاوز سعر برميل النفط للعام المقبل السبعون دولارا ولا ينخفض بأقل من 60 دولارا للبرميل، ملفتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكتفي ذاتيا من البترول والغاز الطبيعي نهاية عام 2017، مما سينعكس على الأسواق العالمية، ويتطلب بدوره البحث عن بدائل للبترول، ولفت الحرمي بأن قضية البحث عن بدائل طرحت في الكويت عام 1965 بواسطة الأمين العام لمجلس التخطيط أحمد الدعيج وبمشاركة وإجماع شعبي، ولكن للاسف لم يتم التنفيذ.
أكتشاف الغاز الطبيعي.. تحول إلى ألغاز!
ذكر الخفير الاقتصادي كامل الحرمي بأن الاكتشافات الأخيرة لحقول البترول والغاز الطبيعي ممتازة ومشجعة، وتلبي جزء مهم من الاستهلاك المحلي، ولكن اكتشاف الغاز تحول إلى ألغاز على حد قوله، حيث أوضح الحرمي قائلا " كان من المفترض أن توكل مهمة استخراج الغاز الطبيعي إلى شركات عالمية محترفة، لديها من الخبرة الكثير بحيث تتمكن من استخراجه بأفضل الطرق وأسهلها وأقلها تكلفة، ولكن الغاز الذي اكتشف عام 2005م تم التعامل معه من قبل شركات محلية، وذلك لأول مرة في تاريخ الكويت بأن يوكل الأمر لغير ذوي الخبرة !
لغة العمل .. الانجازات بالأرقام
ختم الخبير الاقتصادي كامل الحرمي حديثه لـ "المستقبل" بمطالبة الحكومة بالتفكير مليا وبجدية كبيرة للبحث عن بدائل للنفط، وضبط المصاريف وإيقاف الهدر في المال العام، وكذلك التعامل مع المعطيات المالية بجدية تامة، مؤكدا بأننا أمام فرصة ذهبية للتفكير ووضع الخطط المؤكد نجاحها.
وشدد الحرمي في كلمته على الإنجاز من خلال عمل حكومي مدروس مصوبا بالأرقام المؤكدة، وطالب الحرمي بعدم النظر للوراء، وانجاز مشاريع حيوية ومهمة كمطار الكويت الجديد لتبعث على التفاؤل بغد أفضل، والكف عن الحديث فالتنظير على حد قوله "أصبح مملا". "/المستقبل/" انتهى ل . م
|