الرباط – أحمد برطيع: لم يحدث أن اصطحب العاهل المغربي محمد السادس أحد ضيوفه في سيارته المكشوفة في زيارة ميدانية في زقاق مدينة طنجة التاريخية (شمال) كما فعل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وهو ما جعل المحللين يتصورون أن احتفاء الملك بصديق كان أمسا عدوا إشارات قوية على ذوبان جبل الثلج وبان المرج، الذي كان يكيد فيه خصوم مشتركين المكائد لتسعير نار سوء الفهم الكبير بين الجمهورية والمملكة، كلما اعتمر الاشتراكيون قصر الإليزيه.
"المستقبل" الكويتية حاورت المحلل السياسي مصطفى الطوسة والمقيم في باريس، والمتخصص في العلاقات المغربية الفرنسية، ووقفت عند آرائه في أهم أزمات العلاقات الدولية للمغرب سواء مع فرنسا أو الجزائر وبعض القضايا المتعلقة بالإرهاب.
الطوسة للمستقبل: العلاقات الفرنسية- المغربية باتت أكثر نضوجاً
المحلل السياسي مصطفى الطوسة رأى انه على ضوء الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى المغرب و نوعية الاستقبال الذي خصه به جلالة الملك محمد السادس و نوعية التصريحات التي أطلقها الزعيمان أن صفحة النفور والقطيعة والبرودة الدبلوماسية بينهما قد طويت نهائيا، لكن برأيه من دون أن يعني هذا، أن الخلافات بين البلدين قد تبخرت نهائيا فلكل عاصمة مقاربتها السياسية ومصالحها قد تلتقي في بعض الأحيان وتتصادم أحيانا أخرى.
اما العبرة الأساسية التي استخلصها البلدان في خضم هذه الأزمة التي عصفت بعلاقتهما وفقا للطوسة فإنها أدخلت هذه العلاقات في نوع من النضج و الواقعية قد تسمح لهما بتليين أي خلاف وأي نزاع قد ينشب في المستقبل بحكم الآليات التي وضعت لحل المشاكل وتداركها قبل أن تصل إلى مرحلة الاستعصاء و الباب المسدود هذا من جهة ، اما من جهة أخرى سمحت هذه الأزمة للبلدين بأخذ وعي جديد بحساسية العلاقة التي تربطهما خصوصا على المستوى الأمني ومحاربة الإرهاب.
الطوسة شدد على ان تجميد التعاون الاستخباراتي بين البلدين كانت له انعكاسات سلبية في حربهما المشتركة على الإرهاب حيث تعطلت ماكينة تبادل المعلومات وعلى خلفيتها الحرب على الخلايا الإرهابية وتعقب العناصر المتطرفة العابرة للحدود في جنح الظلام.
أما على المستوى الاقتصادي فيقول الطوسة انه قد انتعشت بشكل قوي العلاقات المغربية الفرنسية عبر إطلاق ورشات ومشاريع عملاقة مشتركة على ارض المغرب آو اتجاه بعض الدول الإفريقية.
|