الكويت – هادي العنزي: وسائل الاعلام الكويتية تتناقل أنباء عن قرب رفع الدعم الحكومي عن البنزين خاصة بعد أن قامت المملكة العربية السعودية والبحرين برفع أسعار الوقود ومشتقات نفطية أخرى وكذلك المياه والكهرباء وغيرها، بنسب تصل إلى 67 %، وهو ما قد يشجع للدفع في اتجاه رفع الدعم عن المحروقات وعدد من السلع الأساسية، لاسيما وأن الحكومة الكويتية برفع الدعم عن الديزل والكيروسين مطلع العام الجاري.

"المستقبل" طرحت قضية مدى تأثر المواطن برفع الدعم الحكومي عن عدد من السلع الأساسية على متخصصين في الشأن الاقتصادي، وكذلك عما ان كان هناك حاجة فعلية ماسة تجبر الحكومة معها على اتخاذ حزمة اجراءات تقشفية، وسألت "المستقبل" المختصين بالشان الاقتصادي عن متانة الاقتصاد الكويتي بشكل عام ومدى تأثره بالتراجع الحاد لأسعار البترول.

رفع سعر البنزين لتعزيز الترشيد

"الاقتصاد الكويتي متين ومتماسك ولا خوف عليه مطلقاً، ولكن لا بد من اتخاذ اجراءات تسهم معها برفع سعر المحروقات أو غيرها من السلع المدعومة بشكل كبير من قبل الحكومة وذلك لتعزيز قيم الترشيد لدى المواطن وللاصلاح الاقتصادي"، بهذه الكلمات أجاب الخبير الاقتصادي حجاج بو خضور عن سؤال "المستقبل" عما ان كان يتوقع رفع الدعم عن البنزين.

حجاج بو خضور يرى بأن التأثير المباشر على المواطن لن يكون كبيرا إذا ما تم رفع الدعم عن البنزين أو غيره، معتبرا انه "إذا ما نظرنا إلى ما يدفعه المواطن لخدمة الهاتف الشخصي شهريا، نجد بأنه يدفع أكثر بكثير مما يدفعه للمحروقات، وإذا ما تم رفع سعر البنزين بنسبة 50% فلن دخل تأثر المواطن بشكل كبير، ولربما لا تزيد التكلفة عليه أكثر من 20 دينار فقط".

بوخضور: المواطن غير مهتم بالأزمة الاقتصادية العالمية!

الخبير الاقتصادي حجاج بو خضور لفت إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشكل كبير على العديد من دول وشعوب العالم، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ اجراءات تقشفية كثيرة، أثرت بشكل مباشر على المواطن البسيط هناك، لافتا الى ان المواطن الكويتي لا يستشعر الازمة الاقتصادية العالمية، ولا يتفاعل معها بشكل ايجابي، وما تقتضيه من اجراءات تتطلب معها الترشيد والحد من الهدر في الانفاق، سواء على مستوى الدولة أو السلوك الفردي".

الخبير الاقتصادي شدد على ان رفع سعر النزين أو الدعم عن عدد من السلع الاساسية لا يأتي بسبب ضعف الاقتصاد الكويتي أو تأثره بشكل كبير بالأزمة العالمية وإنما مرده إلى ضرورة إيجاد مدخل لتعزيز قيم الترشيد والاصلاح الإقتصادي، لاسيما في ظل عدم احساس المواطن بالشكل المطلوب فيما يعانيه العالم من أزمة اقتصادية.

على شعوب الخليج دعم حكوماتها

وطالب الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور الشعب الكويتي وكافة شعوب دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة دعم حكوماتهم في كافة القرارات الاقتصادية الإصلاحية التي تتخذها، والتي تأتي بحسب وجهة نظره تأتي انسجاما مع الأزمة العالمية المتمثلة بالإنخفاض الحاد لاسعار النفط، وهو الذي يعد بمثابة تحد لدول مجلس التعاون الخليجي، لأن هناك من يراهن في الدول الغربية على أن تراجع أسعار النفط من شأنه التأثير سلبا على استقرار دول الخليج، وأضاف

بو خضور دعا شعوب المنطقة الى اظهار موقف مؤيد وثابت للحكومات الخليجية في اجراءاتها الاقتصادية، وذلك لإيصال رسالة واضحة لمن يتحكم في أسعار النفط العالمية بأنها لن تخضع للإبتزاز، وأنها ثابتة الموقف الداعم لحكوماتها مهما تراجعت أسعار النفط، وهو ما يجعل المتلاعبين بأسعار النفط يعيدون حساباتهم كلية، الأمر الذي سيسهم بعودة أسعار البترول إلى سابق عهدها.

الخبير الاقتصادي بوخضور لفت إلى أن العالم يشهد حربا ضروسا بين روسيا والولايات المتحدة حول الطاقة، وهو ما يؤدي إلى التأثير بشكل كبير على اسعار البترول في الأسواق العالمية، وتاليا شتى دول العالم.

حاتم لـ "المستقبل": لا بد من رفع الدعم عن البنزين لتخفيف "الزحمة"

من جهته، الباحث الاقتصادي محمد غريب حاتم ذكر لـ "المستقبل" بأن رفع الدعم عن عدد من السلع الأساسية، وفي مقدمتها البنزين أصبح ضرورة ملحة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة في العالم، بالإضافة إلى أن الحكومة الكويتية تقدم دعوما كبيرة للعديد من السلع الأمر الذي يؤثر على الميزانية العامة للدولة.

حاتم أكد لـ "المستقبل" أن رفع الدعم عن البنزين أو سواه من السلع المدعومة حكوميا من شأنه أن يعود بفوائد عدة، وأضاف " الكويتيين أقلية في بلدهم، ولن يتأثروا كثيرا، ورفع الدعم عن البنزين من شأنه أن يخفف الزحمة اليومية في الطرق". "/المستقبل/" انتهى ا ع

.