17.96 مليار دولار، 31.45 مليار دولار، 15,3 مليار يورو، 32 مليار يورو...هل تعلم ماهي هذه المبالغ الطائلة؟ هل تعلم أنك أنت من يدفعها؟ هل تعلم أن بياناتك الشخصية ومحادثاتك هي الأساس لهذه المبالغ؟ هل تخيلت يوما ً مامدى الأرباح التي يمكن أن تاتي عبر فيس بوك أو تويتر وبقية شبكات التواصل؟!
هل أنت متأكد بأنك عندما تضع بياناتك الشخصية في تلك المواقع، بأنها ستكون بأمان؟ كيف تتأكد من أنك الوحيد الذي يطلع على رسائلك الشخصية؟ هل باتت مواقع التواصل الإجتماعي بديل عن حياتنا الإجتماعية الواقعية؟ هل وصلنا لدرجة لا نستطيع فيها الإستغناء عن تلك المواقع؟
هل هي أمنة؟؟؟
مواقع سمحنا لها وببساطة أن تقتحم حياتنا لاعتقادنا بأنها ستتمكن من تقريب البعيد وتعميق الصلات التي أوشكت أن تنقطع بسبب بعد المسافات وزخم المشاغل اليومية التي لا تنتهي، صحيح قد يكون هذا هدفها الرئيسي الذي تسعى إلى تحقيقه لكن للأسف أحيانا نسيء لأنفسنا دون أن نشعر وذلك من خلال تعلقنا الشديد بها. مواقع لا نرى منها إلا الجانب الإيجابي أما سلبياتها وأضرارها التي قد تتسبب في إيذائنا وإيذاء من حولنا فهي لا تعنينا أبدا كل ما يهمنا هو أن نملأ الفراغ الذي نعيشه ونكسب أكبر عدد ممكن من الأصدقاء سواء كانوا حقيقيين أم وهميين.
أوضحت دراسة حديثة أن الإيرادات الناجمة عن مواقع التواصل الإجتماعي تزيد عن 32 مليار يورو، حيث توفر تلك المواقع ما مقداره 15,3 مليار يورو من الفرص الإقتصادية، وتسببت أيضاً في شغل نحو 232 ألف وظيفة خلال العام الماضي فقط , وتوضح الدراسة الصادرة في تقرير توقعات الإعلام العربي، أن وجود أكثر من 50% من السكان في العالم تحت عمر الـ25 أغلبهم يتصلون بالإنترنت يجعل من مواقع التواصل الإجتماعي آداة ربحيه إقتصادية كبيرة , كما يؤكد التقرير أن النمو الكبير في نسبة إقتناء الأجهزة الذكية سيزيد من الدخول إلى الانترنت وبالتالي سيزيد أعداد مستخدمي مواقع التواصل التي بدأت في إكتساب شعبية كبيرة في أسواق متنامية مثل السوق العربي , ويشير تقرير توقعات الإعلام العربي إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي شهدت نسبة ولوج كبيرة من العرب، فيس بوك وحده حصد إرتفاعاً ملحوظاً بنسبة 80%.
ويضم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حالياً 45 مليون مستخدم ناشط شهري و20 مليون ناشط شهري عبر الهاتف المحمول فقط على فيس بوك , ويذكر أن فيس بوك وتويتر وأغلب شبكات التواصل الشهيرة أيضاً يستخدمون بشكل كبير لأغراض غير التواصل الإجتماعي مثل تسويق المنتجات أو البحث عن وظائف جديدة.
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت تشكّل وجهة رئيسية لمستخدمي الإنترنت حول العالم، عندما سجلت رقما قياسيا في إعداد الحسابات والمستخدمين في سجلاتها بأكثر من 3.7 مليار مستخدم في جميع أرجاء العالم.
توزعت هذه القاعدة من المستخدمين على سبع شبكات تواصل اجتماعي تلقى إقبالا واستخداما كبيرين على شبكة الإنترنت وهي شبكة "فيسبوك" الاجتماعية الأكثر شهرة وموقع "يوتيوب" التابع لشركة "جوجل" وشبكة التدوينات المصغرة "تويتر" وشبكة "جوجل بلس" التابعة أيضا لشركة "جوجل العالمية" وشبكة "لينكد إن" المهنية وتطبيق "إنستجرام" لتبادل الصور وشبكة "بينتريست" المتخصص في تبادل الصور.
وأوضحت الدراسة أن شبكة "فيسبوك" العالمية لاقت إقبالاً كبيراً العام الحالي لتسجّل أعلى رقم من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت من جميع دول العالم عندما بلغ عدد مستخدميها نحو 1.15 مليار مستخدم، ثم جاء موقع "يوتيوب" في المرتبة الثانية بنحو مليار زائر شهريا، ثم شبكة "تويتر" بنصف مليار مستخدم، فشبكة "جوجل بلس" بنحو نصف مليار مستخدم أيضا، لتحتل شبكة "لينكد إن" المرتبة الخامسة بنحو 350 مليون مستخدم، فشبكة "إنستجرام" بنحو 130 مليون مستخدم، وفي المرتبة الأخيرة شبكة "بينتريست" بنحو 70 مليون مستخدم.
الشبكات الاجتماعية عبارة عن مواقع على شبكة الإنترنت يتواصل من خلالها مئات الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة، حيث تتيح هذه الشبكات لمستخدميها مشاركة الملفات والصور وتبادل مقاطع الفيديو وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات الفورية، وسبب تسمية هذه الشبكات بالاجتماعية لأنّها تتيح التواصل مع الأصدقاء والزملاء وتقوية الروابط بين أعضائها عبر الإنترنت.
شهدت شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت خلال السنوات الخمس الماضية توسعا في الانتشار والاستخدام، وذلك بما تتيحه هذه الشبكات من خدمات مجانية تساعد المستخدمين على خلق المحتوى "المكتوب والمصور والفيديوهات" ومشاركته مع الآخرين والتواصل الاجتماعي والتسويق والإعلام والتعبير عن الآراء وتناقل الأخبار والمحتوى الإعلامي.
لكن وسائل التواصل الاجتماعى لم تعد مجرد وسيلة ترفيهية للتعارف بين البشر وتوطيد العلاقات الإنسانية والتبادل الثقافى، فما فجَّرته فضيحة التجسس الأمريكى على العالم من مخاوف تتعلق بانتهاك الخصوصية والأسرار العليا للدول، وضع أدوات التواصل الاجتماعى من «تويتر» و«فيس بوك» تحديداً تحت الميكروسكوب والمراقبة الدقيقة، لما تردد بقوة عن وثائق تثبت تورط الإدارة الأمريكية فى توظيف هذه الوسائل الإلكترونية المستحدثة فى التنصت على الأسرار بدءاً من الأفراد العاديين وانتهاء بالرؤساء والزعماء وكبار المسؤولين بل تجسست الاستخبارات الأمريكية على تلك الوسائل لتضمن تحقيق أهدافها.
ورغم نفى المسؤولين الأمريكيين المعلومات الواردة عن انتهاك خصوصية الملايين فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، فإن اعتراف مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، بأن «التنصت على الزعماء الأجانب مبدأ أساسى فى عمليات المخابرات» يوفر المبرر الكافى لاستمرار الأمن الأمريكى فى ممارسة انتهاكاته؛ مما يهدم قيم الحرية الشخصية والأسرار الخاصة.
كشفت مجلة "بي سي وورلد" مؤخرا عن التعامل مع ''ثغرة أمنية'' في فيسبوك كانت تتيح للمستخدمين التسلل إلى المحادثات الخاصة لأصدقائهم واستعراض طلبات الإضافة الواصلة إلى أصدقائهم من أصدقاء آخرين. وكان خلل آخر قد حدث مؤخراً، يتيح التسلل إلى البريد الإلكتروني الخاص لعديد من المستخدمين وتقييد قدرتهم على إخفاء المعلومات المتعلقة بكيفية الاتصال بهم.
فبالرغم من كثرة فوائد التواصل على الإنترنت، إلا أن نشر الكثير من معلوماتك الشخصية على صفحات موقعك الخاص أو مدونتك الإلكترونية أو حتى أثناء تبادل الحديث على الإنترنت قد يشكل مخاطر عليك.
إن عدم المبالاة وأنت على الإنترنت يمكنها أن تؤدي إلى الإساءة إلى سمعتك من جراء استعمال تفاصيلك الشخصية بطرق لم تنويها، أو لتعرضك إلى الاحتيال، سرقة الهوية، النصب، والرسائل الإلكترونية الإعلانية المزعجة، والتحرش بك (ويشمل المطاردة الإلكترونية والتنمر الإلكتروني) وتركيب برامج مضرة بالصدفة على جهاز حاسوبك.
كما يمكن أن تستعمل المعلومات أو الصور التي قمت بنشرها على نبذتك الإلكترونية أو المدونة أو الموقع على الإنترنت خارج السياق الخاص بها لإحراجك أو الإساءة إلى سمعتك.
يمكن لأي شخص أن يقع ضحية مجرمين ينتحلون شخصيات وهمية لسرقة أموالك. أعمال النصب تنجح لأنها تقدم للإنسان أشياء يرغب فيها (كالعطلات، وكسب المال السهل، أو علاقة عاطفية) مقابل القليل من المجهود أو تخيفه ليصدق بأنه سيفقد مالا إن لم يجيب على الرسالة.
وتأتي المطالبات بتقديم المعلومات الشخصية والمصرفية وعروض البضائع والهدايا من أغراب، بل يمكنها أن تأتي ممن تعتقد بأنهم "أصدقاؤك".
عندما تكون معلوماتك الشخصية متاحة علانية، يمكن للبعض أن يجد طرقا للتحرش بك أو تهديدك. وقد يكون هؤلاء أشخاص تعرفهم أو قد يكونوا مجهولين لديك.
فالانترنت هو عالم قائم بحد ذاته، يستغله الكثيرون منا للتواصل مع أشخاص آخرين، قد نعرفهم وقد نتعرف اليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وكذلك عبر المدونات اوغرف الدردشة. الاتصال بشبكة الانترنت يخبأ الكثير من الأخطار التي يجب أن نكون واعيين اليها، أبرزها التحرشات والمضايقات ، اعمال عدائية مقصودة يقوم به شخص او مجموعة عن طريق استعمال اشكال مختلفة من الاتصال الالكتروني المتكرر لفترة ما، ضد ضحية غير قادرة على الدفاع عن نفسها، ذكراً كان أم انثى. تشمل الزعرنه: مضايقة او تشويه سمعة ، كشف عن معلومات خاصة، اعطاء ملاحظات مسيئة أو مهينه عبر شبكة الانترنت. وقد يستعمل الانترنت للتمييز ضد شخص على خلفية جنس او قومية او هوية اثنية وملاحقتها والتعرض له.
كشف الولد/البنت لعالم الإباحية الامر الذي يؤثر سلباً على نفسية الولد. إذ تشير غالبية الابحاث أن كثيراً من الاولاد يتعرضون لهذه الإباحية. وتشير بعض الأبحاث إلى كونها تزيد من نسبة العنف الجنسي، فهنالك علاقة طردية بين مدى التعرض لأفلام اباحية وبين نسبة العنف الجنسي. قد يؤثر الانكشاف أيضاً على المواقف تجاه الجنس وعلى القيم الاخلاقية للفرد. في بعض الاحيان يرغب بعض الأولاد تجربة ما شاهدوه من لقطات اباحيه، وقد يستعملون أولاداً أصغر منهم او اضعف منهم من أجل هذا الغرض. تشير بعض الأبحاث أيضا الى ان بعض الأطفال الذين انكشفوا لافلام اباحية يشعرون بالغضب والحرج والى مفاجأة قد تؤدي بهم مستقبلاً إلى النفور من الجنس.
استغلال الاطفال او اغراؤهم لممارسة الدعارة توجه للقاصر عن طريق الانترنت بان يشارك بنشاط جنسي، مثلاً ان يطلب من الصغيرة/ة ان يرسل صوره العارية مثلا أو ان يطلب منه تصوير نفسه عارياً بالفيديو أو ان يجري محادثة اباحيه. قد يتم ذلك بموافقة القاصر او ضد رغبته ولكنها بالحالتين تعتبر استغلالا جنسيا بسبب عمر القاصر. في غالبية الاحيان تجري محاولات لاكمال هذه السلوكيات أيضا خارج الشبكة كطلب الالتقاء مع القاصر في مكان معين وفي ساعة معينة. مثلاً وبناء على بحث اجري في الولايات المتحدة عام 2005 يتعرض قاصر من بين سبعة في سن 10-17 سنة للاستغلال وللمارسة الدعارة.
تؤكد إحصائيات وأرقام أن الأطفال يقضون ما بين سبع إلى 10 ساعات يوميا أمام وسائل الإعلام الحديثة وخاصة الانترنت.
وتشير ذات الإحصاءات إلى أن المواضيع الإباحية والجنس تأتي بالدرجة الرابعة من المواضيع التي تحظى باهتمام الأطفال ما دون السابعة من العمر على شبكة الانترنت
ووفقاً لدراسة نشرتها" "London School of Economics، إنّ 26 في المئة من الفتيان الفرنسيين أقرّوا أنهم تعرَّضوا للتحرّش الجنسي، و7 في المئة اعترفوا انهم وقعوا ضحية المضايقات الجنسية عبر الإنترنت. والمؤسف، هو أنّ 36 في المئة فقط من الأهل قد علموا بالأمر. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإبتزاز المالي ليس السبب الوحيد للقيام بهذا التدمير المعنوي، فقد يكون السبب أيضاً خيبة عاطفية حيث يقدم الحبيب الذي هجرته عشيقته على الإنتقام منها عبر الإنترنت والعكس صحيح. وقد تكون الأسباب ايضاً نابعة من الغيرة والحسد في العمل، ولعلّ السيدات الجميلات المشهورات كالصحافيات والمذيعات والفنانات الناحجات يعانين من هذا الأمر أكثر من سواهن، إذ ليس هناك أفضل من الإنترنت "للجرصة" والتجريح والذم طالما أنّ شخصية المعتدي تبقى خفية.
فهناك رجال ونساء ومراهقون ومتزوّجون او عازبون قد خاضوا هذه التجربة المذلّة، كالمراهقة ابنة الـ 14 ربيعاً التي أُكرِهت على ترك المدرسة بعدما إقدام صديقها على بثّ فيلم فيديو حميم عنها في أرجاء مدرستها...
او تلك السيدة التي رأت عنوان منزلها وصورها منشورة على موقع للدعارة وعلمت انّ مَن أقدم على ذلك صديقها القديم.
حق محو المعلومات الرقمية (الشخصية) تُؤخذ ظاهرة نشر الصور والأفلام الحميمة في الولايات المتحدة على محمل الجدّ. وهناك مشروع قانون في فرنسا لمعاقبة التحرّش الجنسي عبر الإنترنت حيث يُعرِّض كل من ينتهك حرمة الناس عبر الإنترنت، نفسه للسجن مدة سنتين ويغرَّم بمبلغ مالي لا تقل قيمته عن 30 الف يورو. وقد ترتفع قيمة الغرامة في حال الإعتداء على أشخاص "سريعي العطب" كالقاصرين مثلاً. وللسلطات الحق في البحث في مواقع الإنترنت والتقصي عن ناشري الصور الحميمة وتسليمهم للعدالة.
من المهم التأكيد على أهمية رفع الوعي لدينا لاخطار الانترنت، وعدم قبول صداقات لاشخاص لا نعرفهم بتاتاً عبر الانترنت، او على الاقل عدم الكشف عن تفاصيلنا الشخصيه لاشخاص لا نعرفهم.. ومن المهم أن لا نصدق كل ما يقوله لنا الاخرون خاصة عن عمرهم، ومن المهم الا نعطي معلوملات شخصية عنا او عن عائلتنا، والا نرسل صورنا الشخصية او صور غيرنا لأي شخص عبر الانترنت وذلك لاننا لا نعرف ما قد يخبأه المستقبل في علاقتنا مع هذا الشخص.
وفي حالة تم الاعتداء مهم الا يسكت الضحية على أي اعتداء يتم في حقه، ومن المهم الاهل أو شخصا يثق به.
لا تدع تلك المواقع تسيطر على حياتك، لا تجعل حياتك الخاصة رهن هذا العالم الإفتراضي، ضع حدود لها قبل أن تقع ضحيتها، ساعد نفسك وكن على وعي في استخدامها لأنك الوحيد القادر على مساعدة نفسك، فلا خصوصية تامة ولا رقابة دولية تسطيع الحد من تفاقم مشكلات تلك المواقع.
عُلا الكجك