بقلم الشيخ فهد سالم العلي الصباح
إنه موعد مع المأساة والبطولة، يتجدّد مع تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزّة المحاصرة والعرب والعرب والمسلمون يصمّون الآذان عمّا يجري وعن ما تحدثه آلة الحرب الصهيونية، من قتل وتدمير وسفك دماء بريئة، ويتساوى في ذلك الطفل والمرأة والشيوخ.
المأساة تتمثل في القتل والتدمير عبر آلات الحرب الحديثة والمتطورة، بلا رحمة أو وازع من ضمير، ودون خشيةٍ من قصاص أعقاب على ما يفعله الصهاينة من جرائم حرب، واغتيال لحقوق الإنسان وتجاهل للمواثيق الدولية والمعاهدات.
العالم العربي والاسلامي يقف مكتوف الأيدي مكبل القرار وهو يرزح تحت أعباء مشاكله وأوضاعه بعد أن عصفت به الفتن، وشلّت إرادته الأحداث حيث الأنظمة السياسية تخشى شعوبها، وحيث الشعوب فريسة الاستبداد والتسلط والقمع، بينما اسرائيل تمعن في التشفي من غزة ومن كل الذين يدعون إلى نيل وتحقيق الحقوق الفلسطينية في وطنهم وأرضهم المغتصبة والفلسطينيون غرباء في أرضهم ومهجرون لاجئون في أصقاع العالم..
أمّا البطولة فتتمثل في هذا الصبر المعجز لشعب غزة المحاصر من قِبَلِ العدو والصديق.
وهذا التحمل العظيم، لآلام الحرب وتَبِعَات الحصار، وهو يتصدى بالصدور العارية والسلاح المتواضع لأعتى قوى الشر والعدوان المدعوم من "العالم الحر"!!!
هذا العالم الذي تنكّر لكل القيم الإنسانية، ولجميع المعاهدات التي يزعم أنه امتاز بها وكرّس وجودها وحرص على تحقيقها، بينما هو متنكر لها إذا تعلق الأمر بالعرب والمسلمين..
أيام صعبة مرت على العدوان على غزّة، دون أن يرتفع صوت استنكار للجريمة، لا من الحكومات العربية والإسلامية، ولا من الشعوب في هذه البلاد..
وتبقى كوّة الأمل الوحيدة المفضية إلى النصر والاعتزاز متمثلة بمجاهدي غزة ومقاوميها الأبطال المتفانون في الدفاع عن الأرض والعرض الذين ثبتوا اقدامهم في الأرض وأعاروا الله جماجمهم واسترخصوا المهج والأرواح في حرب فرضت عليهم وعدوان مستمر لا يهدأ ولا يلين، وآحر الكلام لا يعني نهاية الكلام.
لنستصرخ ضمير العالم من أجل حماية سكان غزة والتضامن معهم ، ولنستنكر جملة وتفصيلا ما تتعرض له غزة وعلى المجتمع الدولي التحرك سريع لصد هذا العدوان الغير مبرر وباصدار قرارات مسؤولة لردع العدو عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا في غزة واقرار اشد العقوبات على غرار ما يجري في كل العالم وعدم استثناء جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.