يدفع المواطن اللبناني في بلده فاتورة الماء والكهرباء والهاتف والانترنت والضرائب ولكن في المقابل لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا حتى شبكة اتصالات مستقرة الحال فهي ترهق المواطن في بحثه عن تغطية تساعده في اجراء مكالمته الهاتفية التي غالبا ما تكون من أجل أن يسأل شركة الكهرباء عن سبب انقطاع التيار الكهربائي عن منزله أو ليتصل بموزع المياه ليشتري لمنزله مياهاً ربما تكون من البحر أو من أمكنة لا تتوفر فيها معاير النظافة.
وفي لبنان لا يوجد رئيس للجمهورية وحتى المجلس النيابي ضائع بين التمديد والرحيل، وفي لبنان أيضاً عمال يتظاهرون واساتذة مضربون واحتجاجات شعبية ضد التمديد لمجلس النواب اللبناني المدد له بالأصل سابقاً خلسة من القوانين .. في لبنان الوضع الأمني متفلت وكل شيء يبدو وكأن البلد خارج التغطية.
في لبنان أيها الشعب العربي، تلاميذة نالوا افادة مدرسية بدل الشهادة الرسمية.. نعم لا تستغربوا إنه لبنان حيث تجدون كل شيء خارج المألوف ومازال المواطن اللبناني يحمدالله أنه مازال على قيد الحياة، وحكومة تحاول انقاذ ما تبقى من دولة وتحمد ربها أن الشعب لم ينتفض ولم يقل بعد كلمته في الشارع كما يجب.
في لبنان آثار الفساد واضحة، كلفت الدولة علاقة هشة بين المواطنين ودولتهم والسبب ضياع الحكم الرشيد الذي كلف البلد تكاليف اجتماعية واقتصادية كبيرة.. في لبنان تقييم كلفة الهدر والفساد تتصاعد من 1.5 إلى 4 مليار دولار سنوياً
ماذا بعد؟
في لبنان المريض يموت على ابواب المستشفيات وبعض مستشفياته الحكومية تعاني من عدم دفع رواتب موظفيها.. في لبنان الطفولة مشردة كحال السياسة..
في لبنان يطالبون بالحوار ولا يذهبون إليه الا محملين بشروط مسبقة .... في لبنان لا حيادية ولا استقلالية بالقرار... في لبنان لا يوجد شيء إلا الاستهتار بكرامة المواطن عبر حرمانه من حقه بالعيش الكريم..
واختصاراً ... في لبنان لا يوجد ولا دليل واحد يدل على أنه بلد قابل للتطوير لأن لبنان هو جمهورية الفراغ والظلمة والعطش والقهر والحرمان .. والمواطن هو الضحية.
وأنا من لبنان واسمي لبنان وعمري من عمر شجر أرزه وانتمائي لترابه وانا من ضحايا هذا البلد الذي هو لبنان..
بقلم: لبنان