أقر مجلس الأمة الكويتي ميزانية قياسية للسنة المالية الجديدة التي بدأت مطلع أبريل/نيسان الماضي والتي خُصص لها 23.21 مليار دينار كويتي (82.6 مليار دولار) بزيادة نسبتها 10.5% مقارنة بميزانية العام المالي السابق التي بلغت 21 مليار دينار.
في هذه المرحلة يتوجب على الجهات الرقابية تحسين اداء الرقابة المالية في الكويت كونها مطلباً اساسية أمام هذا الرقم التاريخي وما اقره مجلس الأمة الكويتي . وامام هذا الرقم يجب التركيز على ربط مسألة قياس فعالية الرقابة المالية في الكويت ومراعاتها وفقاً لمبادئ الشفافية ومكافحة الفساد ومنع الهدر في المال العام وتحديد المقترحات وايجاد الحلول التي تتعلق بالسياسات والتشريعات والوسائل المتبعة في الاجهزة الرقابية وتعزيز استقلاليتها.
ولا يخفى على المواطن الكويتي الذي صار يسمع كل يوم في اخبار بلده عن سرقة "الدولة" وكثرة "الفاسدين" وغياب الرادع، وعرف المواطن من خلال هذه الاخبار ان أموال بلده سرقت وممتلكاته تنهب وصاروا الفاسدين وكلاء زمن شعاره "السرقة كالخيانة" وممن يستوجب علينا معرفة مصدر الخلل أين هو ؟؟وكيف صار الوكيل لهذا الزمن نموذجاً يسرح ويمرح وتحول بفضله الفساد من علّة إلى وباء..
وبات مشهد الاصلاح غائب عن صورة الفعل بكل ابعاده وصار الاستدلال بصريح العبارة نحو أمور لا تشبه الا الضحك على المواطن فالعيوب والشوائب الخطيرة لم تهبط علينا بفعل عامل الصدفة بل كانت على سبيل المثال قد تأتي بالتوارث عبر تولي المناصب أم نتيجة توصيات لآخرين من أجل تراكم الثروات المشتركة وتصب في مصلحتهم وفي صناديقهم.
اي رأي يمكن أن يسجل سوف يكون رأياً سلبياً فالأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها لكثرتها، أو لنقل لا مجال للتذكير بها لأنها صارت تلازم كل وزارات البلد ودوائره.
ولكن الذي يجب أن يتوضح قبل البدء بالحديث عن الفساد المالي هل كانت الاموال تختلس أم تصرف دون ادارة؟ روايات عديدة حكيت للمواطن ولكنه مازال المواطن لا يعرف حقيقة ما جرى.. قصص الفساد لا تتوقف من وزارة لوزارة هذا متفق عليه وابزرها لغز الارصدة الكبيرة العالية التي تحدثوا عنها مطولاً .. وقصص غيرها لا داعي للغوص في تفاصيلها.. المهم أن نعرف كم سرق اللصوص الكبار؟ وكم سرق اللصوص الصغار؟؟
وهنا يجدر بنا أن نسأل ماذا سيفعلوا في ميزانية الدولة الحالية ؟؟؟؟؟ أي انجاز سيكون تاريخياً لهم ؟؟؟ هل سنسمع مجدداً قضايا فساد جديدة .. وتذهب الميزانية الى أمكنة لم تخصص لها بالأصل .. ؟؟ نحن تعودنا على هذا الأمر وليس غريبا..
وبما اننا لا نعلم الغيب سننتظر الايام القادمة ماذا ستحمل لنا ؟؟ وهل ستحمل معها علاجا لوباء الفساد؟؟؟؟
بقلم مواطن متساءل