سببت الأزمة السياسية الحالية في باكستان اضطرابا للأمة بأسرها، ويأمل ساسة باكستانيون بالتوصل إلى حل لإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع، والسبب أنهم يريدون من رئيس الوزراء نواز شريف أن يقدم استقالته، ولكنه الرئيس يرفض الاستقالة بحجج غير مفهومة وحتى إن البرلمان الباكستاني يقف إلى جانبه ضد الشعب الذي إن قال كلمته غاضباً وتم صده بالعنف، امراً ينذر أن الأيام القادمة ستحمل الينا اخبار عن المزيد من الضحايا والمزيد من التعسف في سلوك السلطة الحالية في باكستان.
وكيف لا تكون الاخبار بعناوين تتحدث عن ارقام ضحايا و رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف يهدد بفض الاعتصامات بالقوة التي بدأت منذ ما يزيد عن شهر امام المقار الحكومية في العاصمة اسلام اباد، وأن هذا الأمر بالنسبة ليس صعباً بالنسبة له أن يفتح الطرق ويخلي الشوارع.
وفي المقابل يرفض المحتجون الذي يقودهم عمران خان نجم الكريكيت السابق ورجل الدين طاهر القادري فض الاعتصام قبل أن يستقيل شريف من منصبه. ويطالبون زعماء الاحتجاجات بمقاومة اي محاولة لفض الاعتصام.
وها هي السلطات الباكستانية اتجهت لسلوك الاعتقال حيث اعتقلت المئات من أنصار المعارضة المناوئة لحكومة نواز شريف، في إطار حملة أمنية موسعة لفض الاعتصامات التي دخلت شهرها الثاني بهدف الإطاحة بالحكومة، وتم سجن اكثر من 100 معارض خلال الاسبوع الماضي.
فسلوك الاعتقالات سمح للطرف المعارض جعله ينهي فكرة التحاور وايجاد الحلول عبر هذه الوسيلة الكفيلة بالحد من اشكال العنف المتوقعة وجعل من هذا الطرف ان يستمر في مطلبه ألا هو استقالة رئيس الحكومة.
بعد ان تم نـُعي الحوار ومات على موائد اطماع السلطة الحاكمة عبر سم التهويل والاعتقالات تدخل بذلك باكستان مرحلة جديدة تحت عنوان المزيد من العنف المنتظر.. والكابوس المخيم على كل الدول التي تشهد انتفاضات سيحل عليها هي ايضاً بعد أن حلّ عليها كابوس تنظيم قاعدة وهي في حربها عليه..؟
لا نعرف من نصدق ولكن نعرف أن التضيحة واجبة من اجل حماية الشعب .. ولكن الذي نريد أن نصدقه هو أن الحوار مات المحادثات فشلت في أن تثمر اي نتائج ملموس لحل الأزمة مما يجعلنا نسأل ما هو موقف رئيس الوزراء نواز شريف في الايام المقبلة، وهل سيتراجع ويتنحى عن منصبه حماية لما تبقى من مناطق لم يصل اليها الموت بعد؟