"اتفاقية أوسلو" أو أتفاقية "اعلان المبادئ" نستنهضها من ذاكرة التاريخ السياسي على حقيقتها، هذه الاتفاقية التي جاء من أبرز بنودها أن دولة الاحتلال الاسرائيلية عليها أن تعترف بمنظمة التجرير الفلسطينية وبالمقابل على المنظمة أن تعترف بدولة كيان العدو على 78% من أراضي فلسطين
ويتضمن الاتفاق أن على منظمة التحرير الفلسطينية ان تنبذ الارهاب والعنف. وتحذف كل البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير دولة الاحتلال الاسرائيلية. ويقابله أن على دولة الاحتلال أن تنسحب من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان 1.5% من أرض فلسطين.
وعلى دولة الاحتلال بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي على الاراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة.
وبحسب الاتفاق الذي يعطي مجلس اقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الاراضي الخاضعة للسطلة الفلسطينية، وإنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسطلة الفلسطينية، وأن دولة الاحتلال هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي.
ويقول الاتفاق أنه بعد ثلاثة سنين تبدأ "مفاوضات الوضع الدائم" يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها:
- القدس (من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها...الخ).
- اللاجئون (حق العودة وحق التعويض ..الخ).
- المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي - انظر الصورة).
- الترتيبات الأمنية (كمية القوات والأسلحة المسموحة بها داخل أراض الحكم الذاتي، والتعاون والتنسيق بين شرطة السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي).
وخلاصة القول في الاتفاقية على الكيان الغاصب المحتل أن يستمر في احتلاله كل فلسطين ما عدا الضفة وغزة ويمكن اقامة حكم ذاتي ما عرف فيما بعد (السلطة الوطنية الفلسطينية) أي يعني ليس لهم دولة مستقلة ذات سيادة والأخطر ما في الاتفاقية أنها لم تعطي حق لشعب فلسطين أن يكون لديه جيش ومنع مقاومة الاحتلال.
فهذه الاتفاقية تجاهلت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واقامة دولة، أضف أنها لم تحدد مفهوماً واضحاً للمرحلة النهائية، وأكتفت الوثيقة بتحديد صلاحيات ادارية معينة.
وإذا كان الاتفاق قد مثل خطوة لبداية انسحاب اسرائيلي من أراضي فلسطينية محتلة "غزة" و"أريحا" ونص الاتفاق على استمرار عملية السلام للانسحاب المتتالي من الأراضي الفلسطينية.
وقد حقق هذا الاتفاق بناء الكيان الفلسطيني بعد أن ظلت قضية فلسطين في صراع طويل لمدة 46 عاماً متواصلة.
ومن جهة أخرى كان له سلبيات عديدة ولعل ابرزها المستوطنات بقيت والقوات العسكرية الاسرائيلية حول غزة واريحا شرع لها التدخل لحماية المستوطنات مما يعني بأمكان العدو شن هجماته العدائية بأي لحظة.
أضف الى هذا سيطرة اسرائيل على المعابر والمياه الاقليمية مما يؤثر على الاقتصاد الفلسطيني ومن جهة اخرى اعاقة حركة الفلسطينيين.
في النتيجة وقع الاتفاق، وبعدها انهمكت قيادة المنظمة في الدفاع عن الاتفاق أمام مدّ رافض، وبالمقابل الدوائر الصهيونية تتحدث عن إنجاز تاريخي عظيم للدولة العبرية يساوي مؤتمر "بال" بسويسرا أو وعد "بلفور".
هذا الحلم الصهيوني بالنسبة لهم كان فرصة في دفع المشروع الصهيوني نحو صيغة حل سياسي واقتصادي يحقق المطلوب لهذا الكيان الغاصب وأن يكون له وجود على خريطة الشرق الأوسط كسيد لا ينازعه أحد.
لو لم يوقع اتفاق أوسلو ... ولو أنهم اتخذوا خيار المقاومة الشاملة .. لكنا سمعنا عن انتصار حقيقي يشبه انتصار لبنان حين دحر العدو الصهيوني.
حرة أنت يا فلسطين هكذا نراكِ لكن تسرحين وتمرحين في بالنا ونشعر فيك كأننا نحاول أن نلتقط انفاسنا خجلا مما صار فيك
حرة أنت يا فلسطين