اردوغان الذي يبدو أنه يحلم بعين العرب اراد ان يتدخل برياً لحماية حلمه الذي سيعتبره حزب الاتحاد الديمقراطي عزوا لمدينتهم.
ويبدو أن تركيا الاردوغانية الحالمة بعين العرب _ كوباني، قد خالفت وعودها كي تعطي فرصة لتحقيق حلمها بالسيطرة على "كوباني" ظهر بعدما تنصلت السياسة "الاردوغانية" وعودها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة وتسهيل عبور المقاتلين الأكراد إليها.
فالمطلوب من تركيا او التحالف تزويد المدافعين عن كوباني بأسلحة مضادة للدروع وتسهيل عبور المقاتلين الاكراد لأن غارات التحالف غير الكافية، ففي الهجمة السابقة على كوباني في تموز الماضي ومن دون التحالف تصدو لداعش. أما في هذه الهجمة، ومع وجود الغارات، سقطت 338 قرية بيد داعش وباتوا على أبوابها، ما يعني أن الغارات لا تحقق المطلوب، فعلى من يريد محاربة داعش جديّاً، أن ينسق مع الوحدات على الأرض ويسلحها.
فإذا الاحلام الاردوغانية جعلت من تركيا تتنصل من وعودها. ولكن ماذا عن التحالف لماذا هذا التباطؤ الذي نحاول تفسير تلكؤه في نجدة عين العرب الذي قد يكون لواشطن رغبة في تلقين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي اليساري الذي كان من ابرز الرافضين للانضمام للمعارضة الخارجية السورية من جهة.
ومن جهة اخرى تريد واشطن استخدام هجوم داعش على كوباني كورقة في التفاوض مع تركيا التي لا تتجاوب دائما مع كلّ ما تطلبه منها الادارة الاميركية فإنّ هذه الادارة لا تمانع في سقوط المدينة الكردية في يد «داعش» التي تصبح حينها مُمسِكة بشريط واسع من الحدود بين سوريا وتركيا، وبالتالي تشكّل ضغطاً كبيراً على حكومة اردوغان التي تَستميت للحصول على موافقة اميركية على منطقة أمنية عازلة، ليس في مواجهة النظام السوري فحسب، ولا من أجل حماية المعارضين المرتبطين بها فقط، بل أيضاً لمَنع تمدد «داعش» على طول الحدود مع تركيا.
واضف الى ذلك الادارة الاميركية لديها علاقة مميزة مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، وهو المعروف بميوله اليمينية وصِلاته الوثيقة بالغرب كما تسعى الادارة الاميركية الى إضعاف «داعش» فإنها تسعى ايضاً الى إضعاف الحزب الكردي السوري الواسع الانتشار لمصلحة زعامة البارزاني، خصوصاً بعدما فشلت محاولات عدة لوَضع هذا الحزب تحت مظلّته.
لكنّ كل هذه الاحتمالات، لن تُعفي واشنطن من المسؤولية في حال سقوط كوباني في يد «داعش» وارتكاب مجازر في حق أبنائها.
أمام تباطؤ قوات تباطؤ قوات التحالف الاقليمي ـ الدولي الذي تقوده واشنطن في قصف فاعل وحاسم لتجمّعات «داعش» حول المداخل الشرقية والغربية والجنوبية لـ عين عرب، على رغم انّ الحشود الداعشية مستمرة منذ أسبوعين، وكذلك على رغم انّ مئات الآلاف من سكانها فرّوا في اتجاه تركيا وغيرها خوفاً من أن يُذبحوا على أيدي مسلّحي «داعش».
وامام ارقام الضحايا الكردية وغيرها من ضحايا في سوريا والعراق نسأل هل فعلا تريد امركيا تدمير داعش أم تلقين من يخالفه الرأي درساً وتوسع سيطرته على المنطقة التي هي بالاساس رهينة بيد الاستخبارات التدميرية؟
هل وهل وهل.... سنبقى على قيد الحياة لنحكي لاحفادنا خراب زمن عشنا فيه رهن الاستفهام؟