إقليم كشمير سبب مشاكل الهند وباكستان، وتزعم كلتا الدولتين تبعية الإقليم بالكامل لها، وفي عام 2013 وافق البلدان على وقف إطلاق النار على الحدود المشتركة بينهما في كشمير إلا أن هذا الاتفاق تمّ خرقه مرارا.
ويبلغ عدد سكان الإقليم ما يقارب 13 مليون نسمة موزعة كما يأتي: 10 ملايين في القسم التابع للسيطرة الهندية، 3 ملايين في القسم التابع للباكستان، أما المناطق الخاضعة للسيطرة الصينية فهي جبال جليدية عالية قاحلة وجرداء، وغير قابلة للسكن. وهم موزعون دينياً كما يأتي:
مسلمون: 10 ملايين، هندوس: 2.5 مليون، سيخ: 250 ألفاً، بوذيين: 150 ألفاً + غيرهم 100 ألف.
ومؤخراً اشتدت عاصفة النار بين البلدين النوويتين بعد حرب كلامية كان اسيادها زعماء فيهما، وتصريحات كانت نارية مليئة بالتهديدات اسلام اباد تقول لباكتسان على قوات الأمن فيها وقف ما وصفه "بالمغامرة الحالية". وباكستان ترد هي الاخرى بقولها مستعدين بكل قوة للرد على أي محاولة لمس سيادة باكستان وسلامة اراضيها
هو خط حدودي ناري لم يكن وليدة لحظة حروب الحدود تعني حروب الاشقاء وكأن هذا الذي يحصل ليس فيه اعتبار لمعنى الأخوة، لا نقول أن يتنازل طرف لطرف عن حقه، ولا نعرف الحق لمن، أرض كشمير ارض صراع يولد في اي لحظة، علما أنهما لا يريدان خيار الحرب وحتى خيار السلم لا نعرف متى يحدد زمانه.. ووقع البلدين في فخ الصدفة في انتظار حل الأزمة.
اذا هي باكستان وهي الهند بينمهما حرب حدود.
وكأن الجارتين لم يسمعا بخبر أن الأكاديمية النرويجية اعلنت عن منح جائزة نوبل للسلام مناصفة إلى الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي والهندي كايلاش ساتيارثي "لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم". لتتأخذ من هذا الخبر فائدة لأهمية السلام وخاصة بينهما كون الحائزين عليها واحد من الهند والاخرى من باكستان.
وكأنهم لا يعرفون ذلك وغائبين عن هذا الحدث ألفريد نوبل مخترع الديناميت اوصى بالسلام في وصيته عام 1895.
وهكذا بعد أن ساد الهدوء يوم الجمعة مناطق القتال بين الهند وباكستان بعد أيام من القصف العنيف على امتداد خط الهدنة الفاصل بين شطرَي كشمير والحدود الدولية في مقاطعة سيالكوت، بينما تصاعدت حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.
وأسفرت المعارك التي دارت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين في إقليم كشمير، عن مقتل تسعة باكستانيين وثمانية هنود من المدنيين، في أسوأ مناوشات منذ عشر سنين بين الجارتين النوويتين.
وقد دعا وزير الداخلية الباكستاني تشودري نصار علي خان منظمة الأمم المتحدة إلى التحقيق في أعمال العنف الأخيرة، وأضاف في مؤتمر صحفي أن بلاده ستصحب مجموعة مراقبة تابعة للمنظمة الدولية خلال الأيام المقبلة إلى المناطق الحدودية لتعرف "من هو الطرف الذي بدأ القتال ومن المسؤول".
كما فر قرابة عشرين ألف مدني هندي من منازلهم في الأراضي المنخفضة بمنطقة كشمير لتفادي القتال، ولجؤوا إلى مدارس ومخيمات إغاثة.
وتسيطر كل من الهند وباكستان على جزء من كشمير، إلا أن كلا من الدولتين تزعم تبعية الإقليم بالكامل لها.
وبسبب كشمير خاضت الجارتان حربين من بين ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.
وما يميز حروب هذه الازمة هو اندلاعها فوق سقف العالم، وأحياناً على ارتفاع 5000م فوق سطح البحر، فهي بذلك من أكثر الحروب الحامية «برودة»، كون بعض المعارك فيها وقع في جبال الهملايا المكللة بالثلوج والجليد.
وتتهم نيودلهي إسلام آباد بدعم تمرد الانفصاليين في الشطر الخاضع لإدارة الهند من إقليم كشمير، وتنفي إسلام آباد هذه الاتهامات.
حتى اليوم أن هناك حلاً جاهزاً أو محتملاً نظراً الى الوضع الدولي القائم والتوازنات المستجدة فيه، إلا أنه يمكن تصور احتمالات متعددة قد تؤدي الى حل ما، ومنها أن يظل الوضع على ما هو عليه واعتبار خط وقف النار حدوداً دولية بموافقة الطرفين. أو أن يتم ضم القسم المسلم من الإقليم الى الباكستان والقسم الهندوسي الى الهند، وهذا يتطلب موافقة الطرفين ايضاً. أو أن يمنح الإقليم استقلاله ليصبح دولة مستقلة، ويختار مصيره من خلال استفتاء شعبي. أو إقامة دولتين مستقلتين في الإقليم.
الا أن رغبة سكان الإقليم هي في استقلال الإقليم، إلا أن لعبة المصالح الدولية تمنع قيام هذه الدولة حتى اليوم لخوف الهند والباكستان من تحول هذه الدولة الى الطرف الآخر، ما يؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي على أعتاب الصين الجنوبية وروسيا.