بقلم رائف امام
في السابق كان المعبر الحدودي بين ليبيا – ومصر تعج بالعابرين وهم يغنون فرحاً، وكانت الشاحنات المحملة بالضائع تفوق التصور، لأن انذاك كان الأمن سيد الموقف، وكان كل شيء بخير، أما اليوم تحولت تلك الافراح الى احزان فصرت ترى حسرة الشعب الليبي والمصري على ما يحصل في الداخل الليبي وصرت ترى كيف تحول مشهد شاحنات البضائع الى مشهد سيارات الاسعاف القادمة والمحملة بالجرحى.
قبل ذلك كنت ترى هذا المعبر يغمره السلام «مظاهر تملأ العين من شدة الازدحام والرواج الاقتصادي»، أي قبل أن تندلع الاشتباكات في طول ليبيا وعرضها، وتغلق مصر حدودها مع هذا البلد النفطي شاسع المساحة.
أما اليوم فعليك أن تبحث عن اعداد القتلى والمهاجرين وترصد توسع داعش في ليبيا لنعرف هل سيظل العابرون من مصر الى ليبيا أو العكس بألف خير؟ أو هل المصريين الموجودين في الداخل الليبي سيكونون ضحايا ارهاب داعش كغيرهم من الذين تخطفهم لتضعهم رهائن تحت سيف الارهاب.
فمن الحدود المصرية الليبية عند معبر "السلوم" بمقدور اي زائر لتلك النقطة ان يشم رائحة الموت والاقتتال، وبامكانك ان تسمع أو لست بحاجة لذلك فقط بامكانك ان تعرف من عيونهم ما يحدث في ليبيا التي تنزف نزيفاً حاداً ولا يعرف أحد متى ستشفى من اوجاعها.
السلطات المصرية تبذل اقصى جهدها للحد من تسلل المتطرفين من جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش وأنصار تنظيم القاعدة، وغيرها من التنظيمات الخطرة التي أصبحت تنتشر في ليبيا، إلى داخل أراضيها. ولهذا أصبحت إجراءات اجتياز الحدود صعبة، أو من خلال ما تسمعه من قصص مخيفة لا تشجع على السفر، ومع ذلك توجد محاولات للتسلل من خلف الحدود الرسمية، يفشل أغلبها في حينه، ويقوم بها مصريون وعرب وأفارقة للوصول لليبيا، إلى بلد فيه قطع للرؤوس وضربات عسكرية وتوجس من الغرباء؟ قد يكون بعضهم يسعون فعلا للعمل في ليبيا، وبعضهم يسعى للهجرة إلى أوروبا، وبعضهم يطمح في الالتحاق بالمتطرفين الذين يقاتلون قوات الجيش والشرطة في المدن الليبية.
لذلك فإن تأمين الحدود المصرية الليبية واجب والحكومة المصرية قادرة على حماية حدودها ولكن رسالتنا لهؤلاء المتسللين إن كان لتنفيذ هجمات ارهابية بالداخل المصري أو للمتسللين للالحتاق بالعصابات الارهابية المسلحة بالداخل الليبي نسألهم: ماذا ينفعكم كل هذا؟! لأن هذا السؤال الوحيد الذي صار اليوم يشكل لغزاً حقيقياً للعالم اجمع...
المصدر : المستقبل