لم يكن أمام الرئيس الرئيس الروسي سوى أن يتوعد بمعاقبة قتلة القيادي البارز في المعارضة الروسية بوريس نيمتسوف.الذي جاء قبل ساعات من تظاهرة للمعارضة، والتحقيق يدرس فرضيات عديدة، تبدأ من تورط متطرفين أوكران وتنتهي بضلوع "داعش" في الجريمة.
لكن ما لا يبعث على الشك أن هذا الاغتيال سيعقد المشهد السياسي في روسيا وخاصة أن هذا القيادي يعدّ من أبرز المعارضين لنهج الرئيس فلاديمير بوتين منذ حوالي عقد من الزمن. وهو نائب رئيس الوزراء الروسي السابق بوريس نيمتسوف الذي اغتيل ليل الجمعة- السبت في موسكو كان يمثل جيل الاصلاحيين الشباب في التسعينات قبل ان يصبح من اشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان ينوي تحديه مجددا في تظاهرة الاحد.
ونيمتسوف (55 عاما) الذي قتل بالرصاص بالقرب من الكرملين كان خصوصا احد قادة موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها الحملة الانتخابية لفلاديمير بوتين في 2011-2012 عندما كان مرشحا لولاية رئاسية ثالثة.
واوقفته قوات النظام عدة مرات خلال تظاهرات كما تعرض لعمليات دهم وتنصت لكنه لم يكف عن ادانة فساد ما كان يسميه "النظام الاوليغارشي" في الكرملين.
توقيت الجريمة والمكان الذي أختير لها يوحي بأن الجاني أراد أن يضرب في الصميم، على مسافة عشرات الأمتار عن مكتب الرئيس في الكرملين، وفي الوقت الذي تحاول موسكو إقناع الغرب بأنها جادة في تنفيذ إتفاقيات مينسك للتسوية في جنوب شرق أوكرانيا.
المفارقة الكبرى أن نيمتسوف أغتيل قبل 36 ساعةً من مسيرة جديدة أراد أن يسيّرها في موسكو، ضد ما كان يعتبره تدخلاً عسكرياً روسياً في أوكرانيا.
إغتيال سياسي بإمتياز، لا يختلف إثنان في روسيا على هذا التقدير. لكن ما هي الإعتبارات التي تقف وراء هذا الإغتيال من حيث إختيار الضحية والمكان والزمان؟