استيقظ ضمير منفصل ليصبح متصل في دول ترفض بشكل مستمر الاعتراف بإبادة الأرمن وكانت تتنكر لابادة الأرمن. وكأن ابادة الارمن تتكرر في هذا العصر حيث شعوب تباد وتقتلع من جذورها ولا أحد يستنكر.. أو يسارع الى الحد من استمرار هذه الهمجية. إلا أننا يجب أن نفرح أن الاعتراف بابادة الأرمن في عام 1915 تعيش بذاكرتهم وكيانهم وأسئلتهم الوجودية وفرادة وعيهم التاريخي.. ها هم الأرمن يحتفلون بهذه المناسبة ويتذكرون.. ليست المسألة، إذًا، مجرّد ذكرى لإبادة حدثت منذ قرن من الزمان، بل المسألة هي أنّ الإبادة ما زالت مستمرّة منذ قرن، فهلْ مسموح في هذا القرن أن تُباد شعوب وقوميات أمام شاشات التلفزة فلا يرف جفن ولا ضمير؟ كلنا نعرف من المسؤول عن ابادة الأرمن هي الدولة العثمانيّة التي قامت على أنقاضها الدولة التركيّة الحديثة هما المسؤولتان، هذا هو التاريخ .. وهذه الحقيقة.. لكن اليوم من هو المسؤول عن ابادة الشعوب العربية عبر الشاشات وفي ساحات المعارك .. من هو المدان ومن هو المحرض.. كيف سنحدد ذلك؟! عذراً منك يا تاريخ سندخل فيك حروفاً مشوهة لحقيقة لا يستطيع كثر على نطقها.. الحقيقة التي لم يجمع عليها العالم بتحديد من هو المسؤول عن قتل هذه الاعداد من المظلومين.. وسنظل نسأل ونسأل.. هل الدوافع هي دينية لكي نقتل؟.. أم انها دوافع قومية.. من المسؤول يجب أن يذكر في التاريخ بشكل واضح مهما كانت هويته.. فهل سيذكرونه ..؟ "/المستقبل/" أنتهى م.م. |