خالد الغربي- لبنان: "ابداع لبناني من نوع آخر"، انه النحت على الرمال، هكذا حمل متبارون عدة شغلهم من رفش ومعول وأزميل ليس لينحتوا صخرا ويحولوها الى أيقونات جمالية، انما ليحولوا حبيبات الرمل الى تحف فنية رائعة الجمال في مسابقة حملت "رسائل سلام ومحبة من لبنان بلد الابداع والحضارة"، و" حقنا في العيش بسلام بعيدا عن الحروب"، و"اهلا وسهلا بالسياح العرب في ربوع لبنان"، في افتتاح موسم الصيف والسباحة عند شاطىء مدينة صور بجنوب لبنان .

وشارك في المسابقة  فنانون ورسامون ونحاتون لبنانيون توزعوا على 15 فريقا، وقد تفتقت عبقريتهم على رسومات فائقة الروعة والجمال من الحيوانات البحرية والنهرية والبرية مرورا بزمن الفراعنة وعصور التخلف والجاهلية، وصولا الى الحروب.

رالف كسرواني جسد منحوتة "الغوريلا" أي الحيوان الذي عادة مايخيف بني البشر قائلا لـ"المستقبل"، "نداءي الى العالم اتركوا هذه المخلوقات تعيش بسلام وأمان ولا تقتلوها فهي خلقت من اجل ان تعيش"، موضحا "ان الهدف من اختيار هذا المخلوق الحيواني الذي  يتعرض للموت في العالم ويتعرض للببيع بعد تقطيعه، هو توجيه رسالة الى العالم بان يتركوا هذا المخلوق وشأنه، خلقه الله ليعيش بسلام، وقتله هو جريمة ويشكل اختلالا في التوازن الطبيعي للحيوانات واتمنى ان تصل الرسالة الى العالم." مشيرا ان العمل في منحوتته هذه استغرق أربع ساعات من الجهد المتواصل.

كل فريق من المتبارين عبر عن نظرته للحياة  عبر منحوتاته ورسوماته فمنهم من جسد البيئة ومنهم من احب ان يبرز معناة الحيوانات وسبل حمايتها، لكن قيمة ماجسده المتبارون كان رسومات ومنحوتات تدعو الى وقف العنف والحروب والفتن، نعم الحروب رمال متحركة تتنقل من مكان الى آخر وقد لايسلم من شرورها أحد من الناس يقول أحد المشاركين التي تميزت منحوتته باتقان جيد وباجادة تامة لعنصر الإبهار البصري. منحوتة أخرى حملت دعوة لوقف الحروب والقتل، "أوقفوا حروبكم العبثية كفاكم قتلا...كلنا أموات" هكذا عنون احد المشاركين في المسابقة وهو سليم معلوف  منحوتته التي حاكت معركة الفناء الانساني "اسلحة بدائية وفأس وترس تقاتل بها المتقاتلون وأفنوا بعضهم بعضا وماتوا  في معركة حامية الوطيس ولم يبق من المعركة الا أدوات القتل"، معركة دارت بأسلحة بدائية انتهت بفناء المتحاربين "فما بالك بأسلحة متطورة وأسلحة محرم استخدامها دوليا؟" يسأل معلوف في معرض تعليقه على حروب اليوم.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع

.