به

الرباط – أحمد برطيع: ذكرت وزارة الاتصال المغربية، أن الجهات المختصة قررت منع الترخيص بالعرض للفيلم المغربي المثير للجدل "الزين اللي فيك" في القاعات السينمائية بالمغرب لما يحتويه من "إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية، ومس صريح بصورة المغرب".

بلاغ الوزارة الصادر أمس الاثنين في 25 مايو أكد أنه "بعد مشاهدة فريق من المركز السينمائي المغربي لعرض فيلم تحت عنوان "الزين لي فيك" في أحد المهرجانات الدولية، فإن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص لعرض هذا الفيلم بالمغرب، نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب".

الفيلم لمخرجه نبيل عيوش وبطلته لبنى أبيضار أسال الكثير من الحبر بسبب مشاهده غير المألوفة والتي يعتبرها البعض خليعة، بل هناك من طالب بمحاكمة المخرج والبطلة بتهمة الترويج للسياحة الجنسية، كما فعلت "الجمعية المغربية للدفاع عن الوطن" التي تقدمت بشكاية للنائب العام تطالبه بالتحقيق مع منتجي الفيلم، ومباشرة بعد تسريب فيديوهات مقتطعة من الفيلم، ثار المناهضون للفيلم، مما دفع النيابة العامة إلى تحريك مسطرة فتح التحقيق، وقامت بتشميع الفندق الذي صور فيه الفيلم بمراكش.

انقسام الشارع السياسي بين معارض ومؤيد

الفيلم قسم الشارع السياسي أيضا، بل قسم حتى المعارضة السياسية نفسها، في الوقت الذي هاجم فيه حزب الاستقلال المعارض فيلم "الزين االي فيك" حيث قال الناطق الرسمي للحزب عادل بن حمزة في تصريح له على صفحته بالفيس بوك" "عودنا على المتاجرة بعاهات المجتمع في السينما" مضيفا أن "المقاطع التي تم نشرها بعناية فائقة على يوتوب توضح أن القائمين على الفيلم ربما مقتنعون بأنه قد لا يعرض في قاعات السينما بالمغرب، ولهذا فهم يراهنون على رفع نسبة المشاهدة على يوتوب.. ففي النهاية نحن أمام فيلم تجاري يسعى بالدرجة الأولى إلى الربح".

بالمقابل دافع حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحليف التاريخي لحزب الاستقلال والمنتمي للمعارضة، عن الفيلم داعيا إلى الكف عن الاستغلال السياسوي للفيلم، وأعربت شبيبة الحزب الاشتراكي في بيانها عن "استيائها من الطريقة المتطرفة في التعاطي مع الفيلم من أجل تمرير أطروحات محافظة ورجعية تضرب في العمق حرية الإبداع والفن في بلادنا" مؤكدة في نفس السياق "أن الشبيبة الاتحادية باعتبارها منظمة شبابية تقدمية حداثية تعتبر بأنه ليس من حق أي شخص أو مؤسسة ممارسة الرقابة على الإبداع لأنه أداة لمعالجة كل الإشكاليات التي يعيشها مجتمعنا المغربي".

ردود متطرفة اتجاه الفيلم

من جانبه هاجم إمام مسجد مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، في خطبته ليوم الجمعة الماضية الفيلم  متهما إياه بـ"بنشر المجون وقلة الحياء"، مطالباً بمنع عرض الفيلم داخل البلاد، لأنه يسيء إلى كرامة المرأة المغربية، بإبرازها كمتعة جنسية فقط". 

وفي نفس الوقت بادر بعض شباب الحركات الإسلامية إلى إنشاء صفحة تدعو إلى قتل البطلة لبنى أبيضار.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع