الهند- الحر يقتل 800 هنديا خلال اسبوع واحد في عدد من الولايات الهندية بعد ان اجتاحت البلاد موجة حر شديد قاربت ال48درجة مئوية.

وتعرضت الولايات الجنوبية لموجة الحر خصوصا في تيلانغانا وأندرا-براديش حيث قتل 750 شخصا هناك فيما قتل 50 اخرون في ولاية راجستان وولاية "غرب البنغال وأديشا.

وتسود هذه المناطق درجات حرارة عالية خلال فترة الصيف وتعاني شح من المياه وسط عجز الدولة عن ايجاد حل جذري للمشكلة

فعدد سكان الهند تجاوز المليار نسمة مما جعل الموارد المائية في هذا البلد لا تكفي حاجات سكانه خصوصا في موسم الحر.

يُشار الى ان البلاد كانت قد تعرضت لدرجات مرتفعة في حرارة الهواء عام 1947 عندما سجلت رقما قياسيا بلغ 47.2 درجة مئوية في الظل في ولاية تيلانجانا

السلطات تناشد

أمام هذا الوضع المأسوي الذي تسببت به موجة الحر، طالبت سلطات ولاية اندرا برادش العمال والمواطنين عدم العمل لساعات طويلة في ساعات الحر الشديد.

ويقول المسؤول في دائرة ادارة الكوارث في الولاية بي. تولسي راني إن غالبية الضحايا تعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر وان أعمارهم تتجاوز الخمسين عاما.

وبعد انتشار موجة الحر افتتحت السلطات في ولاية اندرا- براديش وحدات متنقلة من المساعدة لتقديم مياه الشرب والحليب، علاوة عن الخدمات الطبية. وتعاني هذه المناطق باستمرار من نقص المياه مما يفاقم الوضع المزري للسكان هناك.

معاناة من نقص المياه

تعاني الأماكن القاحلة في الهند من شح في المياه، خصوصا في المناطق الجبلية، حيث يكون الفاقد من المياه الجارية عاليا وكذلك وفي المجتمعات التي ليس لديها سوى مياه ضاربة إلى الملوحة غير صالحة للشرب. وفي المناطق الريفية، لا توجد غالبا أنظمة ضخ وآبار أو أنظمة كبرى لتوصيل المياه بالأنابيب.

ويتميز مناخ الهند بفترات قحط طويلة وانخفاض معدل سقوط الأمطار، وتهب على معظم مناطق الهند رياح موسمية سنوية عادة ما تحدث بين شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول. وتسعى برامج جني مياه الأمطار إلى تجميع الأمطار الموسمية واعادة توزيعها لتوفيرها طوال السنة.

يدوم فصل الرياح الموسمية عادة من ثلاثة الى اربعة اشهر.‏ لكنّ الامطار لا تهطل فيه سوى ايام قليلة على شكل امطار غزيرة وجارفة.‏ أما الشهور الباقية من السنة فتكون مشمسة،‏ ممّا يسبِّب حرا شديدا.‏ لذلك تجفّ الاراضي وتتشقَّق.‏ وتتحول الانهار الهدّارة الى سواقٍ هزيلة تجري وسط مجارٍ واسعة وجافة،‏ وتختفي الشلالات.‏ كما يضطر الناس الى زيادة عمق الآبار الارتوازية للوصول الى الماء الموجود في المكامن المائية،‏ ما يؤدي الى انخفاص منسوب المياه الجوفية.‏

المصدر: مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات