أمر لا يصدق رغم أنه حقيقي، لا يعقل رغم أنه واقعي وأين يحدث؟ يحدث في بلد يمتاز بالأصالة والتمدن، نعم.. لا يعقل أن يعيش رجل بلغ من الكبر عتياً، يعيش حياة مزرية، لا تليق ببني البشر، مهملاً وهو متروك لمصيره البائس، رغم أنه له ذرية من رجال نالوا حظهم من الثروة وحسن الحال.. المؤسف أنهم لا يبرّون والدهم، ولا يتعهدونه بالرعاية والعناية اللازمتين لعجوز هو والدهم ، والذي يدعو الى الدهشة والاستغراب أن يتخلى المجتمع عنه، ولا يعبأ بمعاناته، ولا يصغي لأنينه، والأشد دهشة أن تقف الدولة مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكناً لقطع الطريق على استمرار هذه المأساة البشرية، والتي مسرحها الكويت، البلد الذي يشتهر بمساعدته للدول والبلدان من حوله، البلد الذي يحافظ على اصالته يمعن في التطور الحضاري، والحفاظ على حقق الإنسان.
نعم ان وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولة عن استمرار آلام هذا المواطن إن لم تتحرك سريعاً لأنها مدعوة لايصال هذا الرجل الى حقوقه في وطنه وفي إعطائه حصته من ثروة بلاده.
قوانين الكويت والأعراف فيه تضمن توفير الحياة الكريمة والرعاية الصحية لمثل هذا المسكين الذي يتعرض للإهمال المميت وتعاقب أبناء هذا الرجل، وتجري له نفقة تؤمن له قسطه من الراحة من أيام حياته المتبقية، كما أن هذه القوانين تكفل له حقوقه كاملة من خزينة الدولة ومن المال العام.
إن هذه الحالة الإنسانية التي تحدث تفاصيلها في الكويت تستصرخ ضمير الدولة في الكويت، وتهيب بجميع الذين يملكون القرار، ليس فقط بمساعدة هذا الرجل ليتجاوز مأساته، بل لنتجنب أن نجد في هذا الزمن حالات كحالة هذا الرجل العجوز.
نعم نحن في زمن يتم توفير فيه وسائل الحياة للحيوانات، فكيف بالبشر الذين أكرمهم الله، وأمر سبحانه وتعالى أن ينالهم حظهم من الثروة والمال سواء من ذويهم وأبنائهم الذين هم في موقع المسؤولية عنهم، وحيث أن التخلي عنهم يساوي العقوق، وعقوق الوالدين يساوي الكفر والارتداد وقد توعد الله من يتخلى عن والديه سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.

لذلك نحن في اسرة المستقبل، أوجعتنا حالة العم العجوز ، أردنا أن نوصل الصوت للدولة والمسؤولين وبالأخص لوزارة الشؤون الاجتماعية التي نضع أمامها هذه الحالة على أساس أنها علم وخبر لتبادر الى التصرف وإنقاذ هذا الرجل ومعاقبة الذين كانوا وراء هذه المأساة.