الكويت- هادي العنزي: الظلاميون من حولنا كثر.. يكررون دون كلل أو ملل وبشكل جديد المرة تلو الأخرى مشاريعهم الفاشلة واستراتيجياتهم الهادمة، لأنهم لا يملكون سوى تلك البضاعة البائرة منتهية الصلاحية عبر الزمن، لم يتبضعها من سبقنا، وخسرت تجارة من اتخذها وسيلة للربح وحل الخراب بداره ولو بعد حين، فكيف الحال بمن تراكمت خبراته وعلمته الأحداث الجسام أهمية الوطن ووحدة صف أبنائه؟ الظلاميون أنواع شتى ولهم مدارس متناقضة في ظاهرها تصل حد الاحتراب، لكن جوهر هدفها مشترك ثابت لا يتغير؛ سلب ارادة ومكتسبات الشعوب المؤمنة بأوطانها ودينها. الظلاميون أينما وجدوا، متجددين يأتوك بألف وجه متلون، وبأساليب لا حصر لها تمزج القديم بالجديد والموروث بالمستحدث، في خلطة صنعت بمهارة الخبير العارف ببواطن الأمور وصغائر المنغصات، والتي من شأن تجديد اذكائها مع عجنها بخبث محكم مصحوبا بحالات تذمر واحباطات فردية أو مؤسساتية هنا وهناك أن يحدث لغط كبير بين أبناء الوطن الواحد لتستعر فتنة تقوض الإيمان في القلوب وتستبيح الحرمات والمحرمات، هادمة في طريقها الغوغائي الأركان مقوضة الأوطان. الظلاميون عاثوا فسادا وخرابا وعلا نعيقهم في بلاد الإسلام والعرب خصوصا في السنوات العجاف القليلة الماضية، بعد تآكل الدول الجامدة واختلال السياسات الدولية لتضارب المصالح، والمساعدة الداخلية لمواطني تلك الدول والتي في معظمها جاءت كردة فعل حانقة على أوضاع رتيبة خلقت ظروفا معيشية قاسية، الأمر الذي ادى إلى تكاثر غربان الشؤم بطريقة فجة مثيرة للإستغراب. الكويت بشعبها المسالم وسياستها الحكيمة تنضوي ضمن مخططات غربان الخراب، وهي للأسف ليست ببعيدة عن مخالبهم المضرجة بدماء الأبرياء من بني البشر، ولنا بالدماء الطاهرة المسفوكة غدرا في شهر رمضان مثال قاس على استهدافنا، وقد اتخذت دول الشرق الأوسط قاطبة تدابير كبيرة لصد الهجمة السوداء لآفة العصر، ولعل في مقدمة تلك التدابير الاجراءات الأمنية الصارمة لتحصين الحدود وبسط الأمن ولو بالقوة المسلحة، وحدها الكويت قدمت انموذجا مختلفا.. الأسرة الواحدة المترابطة لتبهر العالم وترجعه إلى الفضيلة الكامنة في القلوب دوما. لسنا بمعزل عن الأخطار المحدقة كما إننا لسنا مثاليون.. وما علينا لصد هجمات قد يحضر لها الظلاميون في أقبيتهم، سوى الاقتداء بالآباء والأجداد في المحن، ونبذ الفرقة فيما بيننا - كما في الأيام القليلة الماضية – لنتجاوز معاً بسلام الطرق المتهالكة والأضاع المتفجرة من حولنا، لتبقى الكويت الأسرة والأسرة الكويت. اللهم الكويت.. اللهم الكويت وأهلها. "/المستقبل/" انتهى ا ع
|
المصدر : المستقبل