Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-07-28 11:47:09
عدد الزوار: 2654
 
السعادة دائما تكون في المكان الآخر

إذا كانت السعادة هي الهدف، والغاية القصوى التي يبحث عنها كل إنسان، فهل يعني ذلك أننا نعرف بالضبط ما هي السعادة؟ وهل يمكن للعقل انطلاقا من اللغة أن يعبر لنا بدقة عن مفهوم السعادة؟ ثم ألا يمكن القول بأن لكل واحد منا تمثله أو تصوره الخاص للسعادة؟ ألا يجعلنا هدا نذهب إلى أن هناك مدلولات، وأيضا معايير، مختلفة للسعادة؟
بكل بساطة وبلا أي تلاعب باﻷلفاظ والمعاني نعم ،لا قاعدة ثابتة ، ولا معادلة رياضيات أو فيزياء ، ولا أي قصيدة شعر أو نثر نستطيع ان نحدد من خلالها شكل ومكان وامكانية العثور على السعادة ، فالبسط والكيف واللهو والضحك والتلذذ وحتى اﻷلم أحيانا ، هي جميعها مواد قد تشكل مجتمعة السعادة ، والسعادة لا تأتي فهي دائما موجودة ، إذا نحن دائما سعداء لكن دون أن ندري ، وهذا ما يؤكده اﻷخر اﻵكثر بؤسا ، وبما انها لا تأتي إذا هي ترحل ، لتقف أمامنا على الضفة اﻷخرى ....
وهذا ما يجعلنا نشعر بها كلما أضافت لنا اﻷيام جرعة جديدة من الحزن واﻷلم ، لنأخذ مثالا على ذلك ، اﻷم التي تبكي طفلها الذي غرق في البحر ، أو أصابته رصاصة طائشة مثلا ، ما هي أكثر درجات سعادتها إذا سألناها يا ترى ، حتما سيكون جوابها أعيدو لي إبني، لكن ألم يكن إبنها برفقتها البارحة ...نعم كان ..فلماذا لم تكن سعيدة إذا ...؟! بل وكانت تنشد السعادة في أشياء ربما لا تعنيها اﻷن ، لنعطي مثالا آخر ، أولئك المشردون في اﻷرض بلا أهلهم بلا بيوتهم بلا أحلامهم ، لو سألناهم أيضا ما هي السعادة ، سيكون جوابهم حتما أعيدونا الى أرضنا وناسنا ووطنا ولاشيء غير ذلك، لكنهم حين كانوا هناك كانوا يرسمون السعادة بأشكال أخرى  ..
إذا نحن سعداء بقدر ما لسنا تعساء ، وللقناعة الدور الكبير في جعلنا نعيشها حقيقة ، لا ان نرسمها وننتظرها وهما ...
ومن الناحية الفلسفية مثلا يرفض أرسطو التمثلات الشائعة حول السعادة، والتي تجعلها تتحدد إما في الثروة المادية أو في ما هو بهيمي وغريزي، أو تحددها في التهافت على المجد والشهرة و التشريفات ويرى على العكس من ذلك أنها تتمثل في حياة التأمل الفكري والعقلي، الذي من شأنه أن يجعل صاحبه يدرك الفضيلة ويجسدها على المستوى العملي.
لكن هل يمكن للعقل فعلا أن يقدم لنا تمثلا واضحا للسعادة؟ وهل سيستخدم الناس عقولهم بنفس الكيفية للوصول إلى مدلول واحد للسعادة؟ ألا يمكن أن تؤثر الأهواء والأمزجة والمصالح على تمثل الناس للسعادة؟ وهل السعادة تكمن فقط على المستوى العقلي؟ أليس لباقي الجوانب الموجودة لدى الإنسان دور في تمثلها؟
ولذلك تظل السعادة حسب كانط غامضة وغير قابلة للتحديد النهائي؛ إذ لا يمكن اعتبارها مفهوما عقليا قابلا للصياغة الواضحة والدقيقة، بل إنها تظل تصورا خياليا ينبني على أسس تجريبية وحسية لا متناهية تختلف عند الأفراد حسب الحالات التي يمرون بها.
هكذا وجدنا أنفسنا أمام تصورين فلسفيين مختلفين؛ ففي الوقت الذي اعتبر فيه أرسطو أن السعادة هي الغاية من الفضائل الأخلاقية وأنها قابلة للتعقل، نجد أن كانط ينزع صفة الغائية عن الواجب الأخلاقي، حتى ولو تعلق الأمر بالسعادة!! إذ أنه غاية في ذاته، كما ينفي إمكانية الوصول إلى تحديد عقلي للسعادة، لتظل فقط مثلا أعلى للخيال المرتبط بمحددات تجريبية لامتناهية.

 

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website