بقلم نور الرفاعي
للسجون مفاهيم عديدة قد تتغير وتتفاوت وتتطور من مكان ﻷخر، وحقائق قد لا تصدقها حتى العيون .. السجون كلمة فيها من الرعب ما قد يصيب بعضنا بالجنون، السجان، الغرفة المغلقة بإحكام، الضيقة..الكرامة المهانة، الحرية المغتالة المنبوذة، الفوضى، التعذيب.. نعم هذه هي الصورة اﻷقرب الى ذلك الواقع اللئيم ، وﻷننا نعيش في مجتمعات لا تعرف كيف تستفيد حتى من نفاياتها وبالتالي لن تعرف كيف تستفيد من إنسانها، حتى ذاك الذي أخطأ ﻷسباب قاهرة و قاسية، أحيانا تكون لا إرادية، أحيانا تكون خارجية، أحيانا تكون نفسية ولﻷسف أحيانا تكون منطقية، فصنعنا السجون لكي نعاقب ونقضي على من أخطأ فينا ، بغض النظر عن حجم واسباب ونتائج الخطأ .. لكي نقضي على آخر حبة أمل، على آخر بسمة حب ، على آخر عشبة إنسانية تصرخ فينا من اغوار نفسه ، متناسين متجاهلين احلامه وطموحاته التي لطالما ترعرعت ونضجت وكبرت معه كإنسان ، ألسجون أو سجوننا هي مكب سيء من نوع آخر ، هي نهاية جهنمية ، هي الغاء ، هي نبذ ، هي قهر ، وبالتالي هي الداعمة بشكل خاص وكبير لبذور اﻹجرام الموجودة في كل واحد فينا ، فبدل من ان يخرج منها من رمته الظروف بها إنسانا جديدا نظيفا متعلما من خطئه عدم تكراره ، نجده سوبر مجرم متمكن متوحش حاقد على كل من لم يعان ما عاناه ، وبالتالي نحن امام مصنع كبير لتخريج وتأكيد المجرمين .... |