بين الثقافة والتثاقف عزف وغناء.. مد وجزر.. سؤال وجواب ..
الثقافة هي بكل بساطة ودقة اذا أردنا تصويرها او تعريفها ..هي معرفة كل شيء بطريقة تجعلك كائن قادر على لعب جميع اﻷدوار كما لو انك انت مؤلفها.. وكل شيء عنيت الفنون بتعددها، والمعتقدات بتشعبها، والقوانين بكامل تعجرفها، واﻷخلاق والتقاليد واﻷديان والفلسفة وكل ما اكتسبه اﻹنسان من المجتمع الذي يعيش فيه والذي يتواصل معه، وربما لكي تصبح عنصرا لك وجودك في مجتمعك عليك ان تكتسب الثقافة ..ويخطئ من يزعم بأن الثقافة هي فقط ما يتناول المادة ، فهي ايضا تتناول الزوايا المعنوية كاللغة واﻷساطير والفلسفة والروحانيات والعادات..وللثقافة دورها اﻷساسي والذي حولها قد تتمحور شخصية اﻹنسان ، من جهة ثانية على كل جيل ان لا يبدأ من نقطة الصفر ، بل عليه ان يكمل ما بدأه كل الذين كانوا وعاشوا وفكروا وتعلموا وابتكروا قبله ...
أما بالنسبة للتثاقف وهو المحور اﻷهم.. في عملية تشبه عملية التزاوج والتبادل بين مكانين مختلفين.. وعالمين مختلفين..وفكرين مختلفين..
فعند انتقال اعضاء الجماعة من جماعتهم وبيئتهم الى مجتمع آخر، فإنهم حتما سيواجهون ثقافة جديدة تختلف كليا عن ثقافتهم، ومن خلال اﻹحتكاك واﻹتصال المباشر يكتسب اﻷعضاء الجدد في هذا المجتمع علمه وفكره وثقافته..
وهي ما تسمى اكتساب الثقافة وهي عملية تتم بشكل مباشر او غير مباشر، وقد ينجم عن التثاقف التحدي او الصراع الثقافي الذي في النهاية يساهم بشكل آخر في نشر الفكر والعادات والتقاليد بطريقة او بأخرى ..ودائما ما تنجح الدول حين تدخل في هذه اللعبة من نشر او فرض ما تريد على الدول والشعوب الضعيفة، وهو ما يسمى بالتطبيع.. فتختفي ثقافات وتزدهر ثقافات على حساب اﻷضعف...
|