ﻷن الحقد باﻷصل هو شعور إنساني طبيعي وربما حيواني.. يولد في شخص إتجاه شخص أخر أو مجموعة ربما بسبب أزمة أو مشكلة نفسية تجعل المصاب به أكثر خطر على نفسه اولا ومن ثم على المجتمع ﻷن حامله حتما سيلبي نداء ذاك المجهول الذي يحتله في الداخل ويدفعه لفعل ما لا يكون لمصلحة أحد ...
وأحيانا يولد بسبب ما ، نجاح أحدهم على حساب اﻵخر..تعمد أحدهم تجاهل اﻵخر..وأسباب شبيهة تنتج الحقد الذي يدفع بصاحبه إلى الرغبة في الانتقام ، وعدم امكانية هذا الفعل الا وهو اﻹنتقام ، ربما لعدم توافر الفرص ، او عدم القدرة ، أو بسبب الخوف وضعف الشخصية .. أي بتعبير أدق تتدافع اﻷفكار والمشاعر لتكون مزيجا جديدا او مرضا جديدا هذا الذي نسميه الحقد .. والحقد قد يتطور هو ايضا حين تتزايد عليه الصور الجديدة المصحوبة بالإنفعالات والضغوطات لتصل الى الضغينة وهنا نكون قد دخلنا مرحلة جديدة قد لا يكون هناك بعدها عودة الى نقطة البداية .. ويكون الشر والغضب واﻹنفعال الشديد قد تماسكوا اكثر ليصنعوا قوة قادرة على السيطرة بل على اﻹستحواز الكلي على الفرد ..اي بتعبير دقيق ومختصر الضغينة هي الحقد الممزوج بالعداوة ..فهل تنتهي هنا القصة ..ابدا..هنا تمد النقمة يدها الشائكة بكل ضرباتها وسرعان ما تتحول الى السخط...
يقول الغزالي: إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه بوجه من الوجوه, أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه ، والحقد يقتضي التشفي والانتقام .
فيكمن أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب. والعلم بقدرة الله والحلم وتذكر فضيلة كظم الغيظ ومجاهدة النفس. أما العمل فإن عليه أن يُكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقده فيبدل الذم مدحاً ..والتكبر تواضعاً. ومن العلاج الإقلاع عن الغي وإصلاح النفس ، و قد تخمد نار الحقد بالتشفي في المحقود عليه في حال تعرضه لمكروه أخطر مما فعل بالحاقد. يتكون الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي يصبح أسلوبا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف وتغير الاحداث فينموا في النفس ويكبر
|