هما شبيهان جدا ، حتى اننا نظنهما واحدا ...
ودائما دون علم ، بل بالكثير من الجهل نستعمل أي من الكلمتين عند قيام أحدهم بفعل شيء فيه من رهبة الحياء ، أو عندما ينزوي أحدهم جانبا بلا أي كلمة ، فلا يؤكد حضوره سوى الكرسي الممتلئ به ...
لكن في الحقيقة هما متباعدان جدا متناحران ..بل لا قاسم مشترك واحد بينهما ....
يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا ، ولا بد ان ننسج له الجواب هو .. ما الفرق بين الخجل والحياء....؟!
عادة ما يصنع الخجل هو التربية الخاطئة ، إضافة الى اﻹستعداد الهرموني الذي قد ننجو منه اذا انتبهنا مبكرا وعرفنا كيف نتعامل مع الحالة بشكل منطقي وعلمي.. فاﻹنسان الخجول غالبا ما يكون ضعيف الشخصية ، هزيلا .. ضاحكا بطريقة لا إرادية .. وهذا المرض يجعله يشعر دائما بأنه أقل وأضعف من كل اﻵخرين .. ويكون غير قادر على مواجهتهم والتعبير عن رأيه بأقل نسبة من الحضور والجرأة .. حتى وإن كان على حق وعلى ثقة بأنه على صواب من رأيه لكنه يبقى منزويا غير قادر حتى على موافقة أراء اﻵخرين . وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الشخصية ويكون عادة ضعيفا اجتماعياً غير قادر على التعايش مع كل فئات وأصناف البشر .. ودائما يحاول الشخص الخجول تفادي الناس فينزوي ويفضل الصمت وإذا تحدث معه أحد يتلعثم ويحمرّ وجهه ويتسبب ذلك بشعور بالضيق والكبت وبهذا يفشل في الوصول إلى أهدافه وطموحاته.
أما الحياء فهو شعور منبعه الثقة والقوة ، يأتي من الإحساس برفعة وشموخ وقوة وعظمة النفس .. فنجد الشخص حاضرا وان لم يتكلم ..و يقول كلمته في اللحظة المناسبة .. ويسمع بوعي .. ويقاطع الحديث في اللحظة الحاسمة .. ليغير مجرى الحوار بوجهة نظره المتقنة .. وإن واجهه رأي آخر او عارضه ..يتقبل الوضع بهدوء تام ..فينتظر المتكلم حتى ينهي فكرته لينكب عليه بسيل من الكلمات الهادفة العارفة طريقها ..وهذا طبعا يختلف تماما عن الخجل، فكلما رأيت نفسي رفيعة ًوعاليةَ كلما استحييت أن أدنو بنفسي للخطايا والآثام
فالشخص المتصف بالحياء لا يقدر أن يكذب حتى لو كان لا أحد يراه ..فهو بالدرجة اﻷولى يرى نفسه ..ويعرف نفسه ..وهو دائما على ثقة بأن الله يراه .. فيستحي من الله الذي يعلم ما في السر والعلن... فبالحياء تطمئن النفس وترتقي وتزهو للأعلى والافضل .
|