الكويت - إيمانا منها بدين الاسلام الذي حث على طلب العلم، وايمانا بما قاله نبي الامة والرحمة محمد "ص" في القول الماثور "سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلِّمُوهُمْ"، وايمانا منها بقول الرسول بأن فضل العلم خير من فضل العبادة، لم تألوا الكويت جهدا في سبيل نشر العلم حيثما استطاعت الى ذلك سبيلا من دون تمييز بين عرق وجنس ولون، فكانت الصروح العلمية في العديد من بلدان العالم شاهدة على المساعدات الكويتية التي طالت الانسان مباشرة لانتشاله من الجهل والظلام الى نور العلم.
مدير العلاقات العامة في جمعية العون المباشر عبدالرحمن الشطي وفي حديثه لـ"المستقبل" يقول بأن الاستراتيجية الاساسية التي تنتهجها المساعدات الانسانية باتت تعتمد على التعليم، وذلك بعد تجربة طويلة في العمل الاغاثي حول العالم، حيث تبين انه لا بد ان تتطور المساعدات لتاخذ شكل التنمية المستدامة التي تحقق الفائدة المطلوبة باقل المبالغ المالية، عبر القضاء على الفقر والمرض وهما العدوين اللدودين للدول الفقيرة والمعدومة وصاحبة الامكانيات والموارد البسيطة.
أما بالنسبة الى المساعدات التي تتعلق بالاطار التعليمي أوضح الشطي انها تتنوع ما بين انشاء المدارس والمناهج التعليمية، كما توسعت مؤخرا لتشمل خط التعليم الاكاديمي ليحصل المستفيدين على شهادات البكالريوس والماجستير والدكتوراه لافتا الى ان طبيعة الرعاية الاجتماعية للاطفال والاسر تشمل التعليم والاعاشة بنفس الوقت، حيث يتم رعاية المحتاج من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية.
ويشرح الشطي كيف انه بعد رعاية الطفل حتى الثانوية، يجد الطالب نفسه امام طريقين "فاما ان يكمل تعليمي الاكاديمي او يختار المدارس الحرفية للتعليم المهني حتى يحصل على شهادة او يتعلم حرفة يحصل من خلالها على مصدر رزقه".
وتنتشر المدارس التي شيدتها جمعية "العون" باموال اهل الخير من الكويت، في اكثر من 33 دولة ويصل عدد المدارس الى 400 مدرسة ، أما اجمالي الطلبة فيبلغ 50 الف طالب وطالبة، فيما عدد الطلاب يصل الى 200 طالب في كل مدرسة.
ويقول الشطي "ان هذه المدارس قدمت امثلة مشرقة على نتائج المساعدات التعليمية الكويتية فنجد اليوم العديد من الاطباء والدبلوماسيين والمحامين والمهندسين وحتى رؤساء الدول هم من خريجي هذه المدارس.
ومن ابرز الجامعات والكليات التي تم بناؤها باموال الكويت عبر جمعية العون، كلية التربية في تنزانيا والتي يصل عدد الطلبة فيها الى 1900 طالب، وجامعة الامة في كينيا ارتفعت سعتها لتصل الى 4000 طالب، وجامعة سيماد في الصومال عدد طلابها 3300 ، اما المرحلة الاكاديمية فوصل عدد الطلاب التي تتكفل بهم الكويت عبر الجمعية الى 6000 طالب، بالاضافة الى طلبة المدارس الثانوية والدراسات العليا حيث يصل عددهم الى 7300 واكثر.
منح دراسية..وجامعات مختلفة
ولم يقتصر دور المساعدات على بناء الصروح العلمية بل امتدت الى توزيع المنح الدراسية والتي وصلت حتى الان الى 3000 منحة عبر الجمعية وذلك منذ عام 1994، وتندرج في مجالات ادارة الموارد البشرية والطب والطب البطري والهندسة والعلوم الصحية والتمريض والتربية والتجارة ودراسات دينية، ويتواجد كل التخصصات الجامعية ايضا.
الشطي أكد ايلاء الايتام أهمية خاصة "حيث يصل عددهم الى 20 الف يتيم ترعاهم الجمعية ويصل عدد الايتام الاجمالي منذ بدء المشاريع الخيرية الى 65 الفا وتشمل رعايتهم الاجتماعية والتعليمية". وتهدف الجمعية بحسب الشطي الى بناء جامعة في كل قطاع من افريقيا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مثل جامعة “عبد الرحمن السميط” في زنجبار، جامعة “العلوم والفنون والتكنولولجيا” في بنين، مما يؤكد أن “العون المباشر” تمضي قدما نحو تحقيق رؤيتها نحو خلو المجتمعات الأفريقية من الفقر والجهل والمرض.
وتحدث الشطي عن اهم المشاريع الانسانية التعليمية وهي جامعة الامة التي افتتحت مؤخرا في سبتمبر 2014، وذلك في مقاطعة “كاجيادو” (75 كم جنوب العاصمة الكينية نيروبي)، وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس جمهورية كينيا السيد، والرئيس السوداني الأسبق ورئيس منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبد الرحمن سوار الذهب، ورئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د. عبد الرحمن صالح المحيلان، ووزير التعليم العالي الكيني البروفيسور داوود سومي، وجمع من الشخصيات الرسمية والشعبية في كينيا وبعض دول الخليج، كما حظي حفل الافتتاح باهتمام وسائل الإعلام الرسمية من صحف وقنوات تلفزيونية وتم نقل الحدث على الهواء مباشرة من قبل التلفزيون الكيني.
|