فلسطين – مها عواودة: الانتفاضة الفلسطينية دخلت شهرها الرابع على التوالي في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة والتي انطلقت شرارتها بالضفة والقدس المحتلتين احتجاجاً على جرائم المحتل الإسرائيلي ومستوطنيه الإرهابيين التي ترتكب بشكل يومي بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية في محاولة من الفلسطينيين العزل لحماية أرضهم ومقدساتهم التي تدنس وتنتهك حرماتها . الانتفاضة خلقت حالة رعب لدى الكيان القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف اشار في حديث خاص لـ " المستقبل" انه:" مع دخول الانتفاضة شهرها الرابع بوتيرة متصاعدة وبخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها بالحرية والاستقلال فقد استطاع الفدائيين الجدد بالسكين والزجاجات الحارقة والحجر والدهس وإطلاق النار خلق حالة رعب لدى الشارع الإسرائيلي مما دفع الحكومة الإسرائيلية للبحث عن حلول أمنية بمزيد من العنف والإرهاب والقتل ظنا منهم أن هذه الجرائم ستدفع الانتفاضة نحو التراجع ولكن العكس هو الصحيح ففي الانتفاضة الأولى عام 1987 اتبع رابين سياسة تكسير العظام للفلسطينيين علي مدار 7 سنوات من الانتفاضة فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة فشل كبير لرابين وسياسته الأمر الذي دفعه ليتمنى أن يصحوا ليجد غزه قد ابتلعها البحر وبالتالي سلم بحقيقة أن لاحل أمني للانتفاضة ولا بد من الحل السياسي". الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه خلف اكد لـ" المستقبل" ان:" شعبنا يدافع عن حقه بالحياة الحرة الكريمة وأن يكون سيد على أرضه" لافتا الى أن الانتفاضة الشبابية تعتمد على العمل العفوي والفردي والمبادرات الوطنية الخلاقة لكن استمرارها وتصاعدها مرهون بتوفير عدة عوامل أولاها الانخراط الكامل للقوى السياسية كافة وبشكل رسمي بالانتفاضة والعمل من أجل جماهيرية الانتفاضة ومشاركة كافة أطياف وفئات الشعب الفلسطيني في فعاليات الانتفاضة المختلفة وشمولية الانتفاضة لكل أرجاء الوطن المحتل بمدنه وقراه ومخيماته. خلف اشار ايضا ان من شروط نجاح الانتفاضة " تشكيل قيادة وطنية موحده تقود الانتفاضة وتحدد لها شعاراتها وأهدافها السياسية وتشكيل قيادات ميدانية في المدن والقرى والمخيمات وعلى خطوط المواجهة مع العدو، اضافة الى العمل سريعاً من أجل إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لنتمكن من مواجهة العدو موحدين وهكذا يمكن لنا أن نسير بالانتفاضة حتى تحقيق أهدافها ونحقق النصر لشعبنا الذي ما زال يناضل علي مدار 68 عام ضد احتلال مجرم لا يكيل وزنا للشرائع والقوانين الدولية" . ولفت الى ان الشرعية الدولية تدعو الى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس "لكن حكومة الاحتلال تضع نفسها فوق كل قرارات الشرعية الدولية وبانحياز كامل من الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاحتلال فلا خيار أمام شعبنا سوى أن يحمل قضيته على أكتافه ويسير بها نحو التحرر من الاحتلال مهما كان الثمن غالياً". تأثيرات الانتفاضة على الفلسطينيين والإسرائيليين من جهته، قال الكاتب الفلسطيني الدكتور ناصر اللحام الانتفاضة مع دخول شهرها الرابع في مقال نشره اليوم :"بعد كل هذه الأيام نرى تأثير الانتفاضة على الطرفين ، في إسرائيل فقدان للأمن وخسائر اقتصادية لا يستهان بها ، ولكن الأهم هو سقوط فرضية الأمن وهيبة الردع، وعجز أمريكا عن إنقاذ تل أبيب كما في كل مرة , أمّا على الصعيد الفلسطيني فتقدمت الجماهير لتحتل مساحات و" مقامات واسعة" كانت تحتلها السلطة وأجهزتها ، ونشهد اليوم اختفاء السلطة في القدس ومناطق جيم وفي قطاع غزة ، ونشهد تراجعا كبيرا وفارقا في مدى تأثير السلطة في مناطق ألف نفسها ، بل أن السلطة حاولت في الشهور الثلاثة الأولى أن تلعب دورا حياديا فما كان من المتظاهرين إلا أن تقدموا وأخذوا من السلطة مفترقات الطرق ونقاط التماس وأصبح الاحتلال من جهة والجماهير الفلسطينية من جهة ثانية هما الطرفان العنيدان الباقيان على أرض المعركة فيما تحوّلت السلطة إلى جبهة داخلية تنتظر التعليمات والتوجيهات ولا تقرر على الأرض". "/المستقبل/" انتهى ا ع |
المصدر : المستقبل